ناظور سيتي / جريدة الصباح بتصرف يعتبر معمر القذافي واحدا من أكثر أعداء المملكة المغربية، ففي عهده حاول العقيد إسقاط الملكية بالمغرب، كما مول وسلح محاولات اغتيال الملك الراحل الحسن الثاني. ففي كتاب "ذاكرة ملك" يجيب الحسن الثاني على سؤال حول عدد المرات التي حاول فيها العقيد قتله بالقول "بطريقة مباشرة أم غير مباشرة، لا أدري أما محاولاتي الإطاحة به، فقد كانت قليلة، فيما هو ما زال يحاول". علاقة القذافي بالملك الراحل الحسن الثاني لم تكن دائما على ما يرام، فالقذافي أبان كرهه للنظام الملكي بالمغرب منذ أول زيارة له للرباط، في إطار اجتماع للقمة العربية، خلالها كان العقيد يزور المغرب بعد ثلاثة أشهر على انقلابه العسكري الذي أطاح بملك ليبيا سنة 1969. ولم تقف العلاقة بين المملكة المغربية وعدوها رقم واحد بالمنطقة عند هذا الحد، فقد سعى القذافي الى تشكيل وتمويل وتسليح جبهة بوليساريو لقتال المغرب، وأدخل الرباط في حرب استنزاف طويلة، بدأت سنة 1973 ولم تنته إلا في نهاية 1990، بتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين المغرب وبوليساريو، كما كان العقيد المقتول أول من بعث دفعة الأسلحة الى مسلحي الجبهة، كما أنه احتضن ومول الانفصاليين طيلة فترة حكمه. بالمقابل، يحكي الملك الراحل الحسن الثاني، عن علاقة القذافي ببوليساريو بقوله إن الأخير كان بعث رسالة لتحرير الصحراء، غير أن الحسن الثاني لم يرد على طلب العقيد، وهو ما أثاره الأخير خلال اجتماع عربي قبل أن يرد عليه الملك بأنه كان سيضطر لاعتقاله في حال شارك في المسيرة ولم يستجب لقرار العودة كما كان مخططا له مباشرة بعد دخول الصحراء. وفي سياق تآمره للانقلاب على الملكية بالمغرب، خطط العقيد القذافي لاحتضان معارضين سياسيين للنظام الملكي خلال فترة الصراع، في حين دعم الانقلابيين العسكريين اللذين استهدفا الملك الراحل الحسن الثاني، فحالما علم القذافي بخبر الانقلاب الذي قاده ضباط في يوليوز سنة 1971، بعد أن اقتحموا إقامته بالصخيرات، أعلن تأييده للثورة في المغرب ول "الضباط الأحرار" ثم بعدها طلب من الجزائر السماح لطائرات ليبية بعبور الأجواء الجزائرية بدعوى مساندة الثوار في المغرب.