احتفاءا باليوم الوطني للمرأة المغربية الذي أعلن عنه جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ترأس السيد حسان بركاني رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات للدارالبيضاء يوم السبت 09 أكتوبر 2010 أشغال ندوة علمية نظمتها الغرفة بتعاون وشراكة مع الجمعية المغربية لمساندة الأسرة والوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ووزارة التنمية الإجتماعية والأسرة والتضامن ووزارة العدل وهيئة المحامون، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء وفعاليات نسائية في مقدمتهن الأستاذة زهور الحر، رئيسة الجمعية المغربية لمساندة الأسرة، وذلك حول موضوع : " صورة المرأة المغربية في الإعلام " . مداخلة السيد حسان بركاني بالمناسبة أكدت على أن اختيار جلالة الملك محمد السادس ليوم 10 أكتوبر كموعد سنوي وطني للاحتفاء بالمرأة المغربية، يعتبر حدثا تاريخيا ومحطة متميزة لتقييم المكتسبات ولرصد التحديات واستجلاء الآفاق المستقبلية بالنسبة للمرأة المغربية بصورة خاصة، كما اعتبر هذا الإعلان تكريسا لدولة الحق والقانون والمساواة التي يطمح إليها المجتمع المغربي قاطبة، على اعتبار أن تاريخ 10 أكتوبر يستمد رمزيته ودلالته من كونه شهد ميلاد مدونة الأسرة التي أعطت الإنطلاقة لإصلاحات همت مجالات عديدة في شؤون المرأة والأسرة. مؤكدا اعتزاز كل الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين وجمعيات المجتمع المدني بالبلاد، بالإصلاحات التي عرفتها مدونة الأسرة والتي جاءت استجابة لنداءات وطلبات القوى السياسية وجمعيات حقوق الإنسان. وفي هذا الصدد عبر السيد حسان بركاني عن الإرتياح بسماع خبر إطلاق سراح مصطفى سلمى ولد سيدي مولود الذي اختطف يوم 21 شتنبر الماضي فوق التراب الجزائري انتقاما لما عبر عنه علانية وطوعية عن دعمه لمبادرة المغرب للحكم الذاتي. وبالمناسبة أيضا، فقد تم توجيه النداء إلى المنتظم الدولي، وفي مقدمته هيئة الأممالمتحدة من أجل التدخل العاجل لإنهاء الوضعية المزرية للمحتجزين في مخيمات تندوف، وتحميل الجارة الجزائر المسلمة مسؤولية اختطاف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود وكذلك مسؤولية مصير جميع المحتجزين هناك. وفيما يهم اختيار موضوع هذه الندوة، فقد أضاف السيد حسان بركاني أنه يتماشى مع ضرورة تطوير الخطاب الإعلامي اتجاه المرأة وتغيير النظرة الدونية والنمطية التي تكرسها بعض وسائل الإعلام اتجاهها، مؤكدا على ضرورة وضع استرتيجيات إعلامية تستحضر مقاربة النوع الاجتماعي وتكرم صورة المرأة تماشيا مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومع التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي دعى في أكثر من مناسبة إلى اعتبار دور المرأة كشريك أساسي في بناء المجتمع المغربي الحداثي. السيدة زهور الحر، رئيسة الجمعية المغربية لمساندة الأسرة أكدت من جانبها على أهمية هذا الموعد السنوي بالنسبة للمرأة المغربية، وأن اختيار موضوع الندوة يندرج في إطار الرغبة الملحة لتأهيل الأدوار الاجتماعية للنساء والتي لم يواكبها تطور في الخطاب الإعلامي الذي ظل في جزء كبير منه مقتصرا على النظرة الدونية للمرأة والصورة النمطية التي يتم حصرها في المرأة التقليدية والمرأة الجسد والمرأة الضحية، فضلا عن ذلك فإن ولوج النساء المكثف لمجال الإعلام لم يلعب دورا مؤثرا وإيجابيا على الصورة المقدمة عن المرأة نظرا لغياب استراتيجيات إعلامية تستحضر مقاربة النوع الاجتماعي. مداخلات السيدات المشاركات في هذه الندوة والسادة الباحثين أكدت في مجملها على أن التنمية الشاملة والمستدامة في مفهومها الجديد تستدعي إيلاء الأهمية للنوع الاجتماعي واستحضاره في السياسة العمومية وبرامج التنمية، وأن المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية خاصة خلال العشرية الأخيرة في إطار الإصلاحات الكبرى التي يشهدها المغرب لم يواكبها بالمقابل تطور في الخطاب الإعلامي لينسجم مع المكانة التي بدأت تشغلها النساء في المجتمع كعناصر فاعلة ومؤثرة في برامج التنمية وفي مجال تدبير السياسات العمومية للبلاد. وقد اختتمت فعاليات هذه الندوة العلمية بحدث تكريم بعض النساء الصحافيات، وهن : الصحافية فضيلة أنوار عن القناة الثانية 2M ثم الصحافية فاطمة هروي، رئيسة مصلحة بإذاعة عين الشق. كما كانت المناسبة سانحة عبر خلالها السيد حسان بركاني على استعداد الغرفة لتقديم الدعم المادي والمعنوي لكل المبادرات التي تقوم بها الجمعية المغربية لمساندة الأسرة برئاسة الأستاذة زهور الحر، وذلك اعتبارا للدور الريادي الذي تضطلع بع في مجال المرأة بصورة خاصة والأسرة بصفة عامة.