في إطار سعيه إلى تحديث قدراته العسكرية الجوية، يستعد المغرب لاستقبال واحدة من أقوى الطائرات المقاتلة في العالم، وهي طائرة « F-16 « ، التي طلبها عام 2019، من خلال تحديث اثنتين من قواعده الجوية التابعة لسلاح الجو في كل من بنسليمان وبنجرير. ووفقا لشركة « مارتن لوكهيد »، المصنعة لهذا الطراز من الطائرات الحربية، فإن المغرب قريب من الحصول على سرب جديد منها، وهي تشبه نظيرتها « F-35′′، من حيث الأنظمة الموجودة على متنها. وقالت مصادر إعلامية، إن الأمر يتعلق بطائرات « F-16 VIPER » وهي من صنع شركة « Lockheed Martin » الرائدة في صناعة المقاتلات « النفاثة ». وذكرت المصادر أيضا، أن أشغال توسيع قاعدة بنجرير بدأت منذ فترة، من أجل استقبال هذا النوع من الطائرات الأمريكية التي ستدعم قدرات القوات الملكية الجوية، بعد موافقة الكونغرس على صفقة هذه الطائرات ومعدات أخرى خلال عام 2019. وعقدت المملكة اتفاقيات مع شركات أمريكية لتجهيز القواعد الجوية في كل من بنسليمان وبنجرير لاستقبال الطائرات الحربية، ويشمل تصميم المنشآت والبنى التحتية الداعمة، بما في ذلك تلك الخاصة بمحاكاة الطيران وتأمينها، ومستودعات التخزين، بالإضافة إلى نظام حجز الطائرات، وأنظمة الأمن الإلكترونية المرتبطة بها لتشمل الفحص الأمني. ومن المنتظر أن يعزز هذا السرب من الطائرات، قدرات القوات المسلحة الملكية، حيث تخطط المملكة لتجديد أسطولها المكون من 23 طائرة « F16 » بأحدث الأنظمة الإلكترونية والأسلحة. ويسعى المغرب إلى الحصول أيضا على نوع أخر من إف 16، ويتعلق الأمر ب طائرات « F-16 BLOCK 72′′ تشبه طائرات » F-22′′، من حيث تزويدها برادار متقدم، ومصفوفة ممسوحة ضوئيا إلكترونيا (AESA) من شركة « نورثروب غرومان ». وفي هذا الصدد، كان البنتاغون الأمريكي، أعلن في غشت 2020، بشكل رسمي، عن توقيع المغرب لصفقة جديدة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لاقتناء 24 مقاتلة حربية من نوع F16، تشرف على تصنيعهم وإعدادهم شركة Lockheed Martin Corp بجرين فيل بجنوب كارولينا الأمريكية. وحسب موقع Bloomberg الأمريكي، نقلا عن البنتاغون الأمريكي، فإن هذه الصفقة الموقعة مع شركة لوكهييد الأمريكية، تهم بلدين، هما تايوان والمغرب، وستقوم بموجبها الشركة الأمريكية، بتصنيع 90 طائرة من مقاتلات إف 16 لتكون جاهزة في سنة 2026. ووفق ذات المصدر، فإن 66 وحدة من هذه المقاتلات ستذهب إلى تايوان، و24 منها ستذهب إلى المغرب، مشيرا إلى أن قيمة الصفقة التي تخص المغرب تصل إلى 4,9 مليار دولار أمريكي، وقد أصبحت الصفقة رسمية بعد موافقة الولاياتالمتحدةالأمريكية عليها. وأشار المصدر ذاته، أن المقاتلات الجديدة من إف 16 التي تسعى التايوان والمغرب الحصول عليهم، هم مقاتلات من الجيل الجديد والمتطور، وتتميز بالفاعلية الكبيرة في المواجهات الجوية وتوجيه الضربات العسكرية بدقة عالية وبسرعة فائقة. ويذكر أن المغرب وأمريكا تربطهما شراكة على المستوى العسكري وينفذان معا اكبر مناورات عسكرية بالذخيرة الحية « الأسد الإفريقي » على الأراضي المغربية كل سنة والبلدين ملتزمين باتفاقية دفاعية هي عبارة عن خارطة طريق للتعاون الدفاعي تمتد ما بين 2020-2030.