بعزيمة وطموح كبيرين، تسلقت الفنانة إيمان بوسنان، بفعل ولعها بالموسيقى منذ نعومة أظافرها، مختلف المدارج الفنية، واختارت الأغنية الأمازيغية كفضاء ملتزم وهادف لتفجير طاقاتها الإبداعية والغنائية، وذلك ضمن فرقة تيفيور التي تأسست سنة 2003 في أحضان جمعية بويا بآيت الطيب بالريف المغربي. الفنانة إيمان بحنجرتها الشجية وصوتها القوي، استطاعت أن تفرض اسمها كواحدة من الفنانات المبدعات داخل الساحة الفنية المغربية، بدءا بأولى إطلالاتها في الحفلات المدرسية، ثم بعد ذلك المشاركة في مختلف التظاهرات الفنية، فضلا عن إصداراتها الغنائية التي تلقى إعجاب الجمهور. ولتقريب الجمهور أكثر عن جديدها الفني وسبب غيابها الطويل عن الساحة الفنية، أجرت "المصدر ميديا" مع إيمان تيفيور الحوار التالي: 1- اسمك الحقيقي إيمان بوسنان، واشتهرت بلقب تيفيور، ماذا يعني هذا اللقب وما هي قصته؟ بالفعل إسمي هو إيمان بوسنان واشتهرت في المجال الفني بلقب تيفيور، ومعناه الحرفي أجمل من القمر، بحث يعود هذا اللقب إلى سنة 2003 وهي بداية مشواري الفني، في هذه السنة كان لي لقاء مع الشاعرة مايسة رشيدة المراقي ابنة المنطقة التي أنتمي إليها، وهي التي اقترحت علي هذا الإسم الأمازيغي المميز "تيفيور". 2- تحدثي لنا عن بداياتك الفنية وهل واجهتك صعوبات عند ولوجك الميدان الفني؟ منذ نعومة أظافري وأنا مولعة بالموسيقى والمسرح وكل ما له علاقة بالفن، إلا أنني لم أفكر يوما في الاحتراف وذلك كان راجع لصغر سني، فخطواتي الأولى في المجال الفني كانت في سن لا يتعدى العشر سنوات، وكان محض الصدفة، والفضل في ذلك يرجع لجمعية بويا للثقافة الأمازيغية بمدينة بن الطيب وأعضائها الذين لعبو دورا مهما في تأطيري أنا ومجموعة من الأطفال. أما الصعوبات، فأبرزها أنني أنثى أمارس الفن والموسيقى في مجتمع محافظ وتقليدي نوعا ما كمجتمع الريف، فكنت دائما مصرة على تغيير هذه الفكرة النمطية والنظرة الدونية للمرأة الريفية الفنانة، فكان هذا تحدي وصعوبة في نفس الوقت. 3- غبت طويلا عن الساحة الفنية، ما هو سبب هذا الغياب عن جمهورك؟ الكثير من المتتبعين لمساري الفني يعلمون أيضا أهمية الدراسة والتحصيل الأكاديمي بالنسبة لي، فهذا الغياب كان فترة حاولت فيها التركيز على دراستي الجامعية والتخرج من جامعة المولى إسماعيل بمكناس، شعبة الدراسات الإنجليزية، إضافة إلى ظرف صحي كان يتطلب مني أيضا الابتعاد قليلا عن المجال والتركيز على صحتي ودراستي وفي نفس الوقت كانت فترة مهمة جدا للتأمل في مساري الفني واستجماع القوى للعودة بشكل أقوى و أفضل. 4- مر الفنانون المغاربة من مرحلة صعبة جدا في السنة الأخيرة بسبب الجائحة مع إغلاق المسارح وإلغاء الحفلات والمهرجانات، كيف كان تأثير هذه المرحلة على إيمان فنيا وشخصيا؟ بصراحة لا يمكن إنكار أن هذه الفترة كانت مربكة وجد عصيبة على الكل، ولكن يجب القول أننا نحن الفنانين عانينا الأمرين من إغلاق جميع المرافق الثقافية والفنية وإلغاء جميع الأنشطة. لكن العجيب في الأمر أيضا أن هذه المرحلة علمتنا الكثير من المهارات أهمها الاشتغال عن بعد، والتركيز بشكل مكثف على العمل الفني والإبداعي، أنا شخصيا لدي العديد من القطع الفنية وليدة مرحلة كورونا والحجر الصحي والتي سترى النور قريبا بإذن الله. 5- حققت مسرحية شا طا را عند عرضها نجاحا جماهيريا ونالت إشادة كبيرة ، تحدثي لنا عن مشاركتك في هذا العمل مسرحية شا طا را هي عمل مسرحي نموذجي واحترافي، كنت جد سعيدة بانضمامي لهذا العمل والاشتغال مع ثلة من المبدعين، المخرج الرائع أمين ناسور، الممثلات المتميزات قدس جندول، أمال بنحدو، شيماء العلاوي.. السينوغراف المبدع طارق الربح وباقي الأسماء المتواجدة في العمل الذي كان دوري فيه يتمثل في مصاحبة الممثلات بالغناء والموسيقى الحية طيلة العرض وهي تجربة تطلبت الكثير من البحث الموسيقي والعمل لأزيد من سنة ونصف. كل ما يمكنني أن أقوله عن هذا العمل بصدق أنه تجربة مميزة، ومثمرة اكتشفت فيها وتعلمت الكثير. 6- تهتمين أكثر بالموسيقى الأمازيغية، ما هو تقييمك لواقع الأغنية الأمازيغية حاليا؟ أستطيع القول بأن الموسيقى الأمازيغية تعرف تطورا ملحوظا واهتماما كبيرا من طرف الشباب المبدع والطموح الذي يسعى إلى تطوير الموسيقى الأمازيغية و تقريبها من كافة الأجيال، وذلك بتجارب موسيقية عديدة تعرفها الساحة الفنية المغربية.. لكن وجب القول أيضا أننا نتمنى أن تسلط الأضواء أكثر على هذه التجارب الموسيقية الأمازيغية ويولى لها الإهتمام من طرف الإعلام الوطني للتعريف بها و تشجيعها على المضي قدما واستكمال الإبداع والبحث في الموسيقى الأمازيغية. 7- هل إدخال أنماط موسيقية جديدة على التراث الموسيقي الأمازيغي ومزج الإيقاعات كما يشتغل عليه بعض الفنانين يعزز من حضور الأغنية الأمازيغية أم يفسد هويتها؟ أعتقد أن الموسيقى الأمازيغية بحاجة ماسة إلى التجديد والدمج مع موسيقى العالم بطريقة ذكية دون طمس الهوية.. لأن التجديد في الموسيقى اليوم أصبح ضرورة ملحة من أجل التقرب من كافة الأجيال، إضافة إلى تسويق موسيقتنا الأمازيغية وتراثنا خارج الحدود وإعطائها طابع عالمي كما في العديد من التجارب الموسيقية الكبيرة مثال الفنان الراحل إيدير. كل هذا بمراعاة الحفاظ على التراث والهوية واللمسة الأمازيغية التي نفتخر بها. 8- ما هي مشاريعك الفنية المستقبلية؟ هناك العديد من المشاريع الرائعة التي يتم العمل عليها بحب ومجهود كبيرين، وفي القريب سأطرح أغنية جديدة، جميلة، تحمل العديد من المفاجئات السارة. 9- كلمة أخيرة الشكر موصول لكم (المصدر ميديا) على اهتمامكم و إعطائنا الفرصة للتواصل مع الجمهور فأنتم بمثابة صلة الوصل بيننا وبينهم.