وأنا لم أتوانى ولو للحظة واحدة في إشهار بطاقة الجمال والألم والأمل والتميز في حقها.. هناك حكمة صينية تقول "إن صورة واحدة أفضل من ألف كلمة"، وهذه الصورة أفضل من ألف مليون كلمة… الصورة من وقفة الناظور الحزينة ، وقفة حلم وألم.. وقفة أمل في مستشفى يطرد رائحة الكفن من المدينة ، أو يؤجل موعد المآتم عن الاحبة أو على الاقل يقصر مسافة رحلات غير مضمون فيها حلم العودة.. في الوقفة كانت "صور" أخرى كثيرة ..عبرت كل واحدة منها عن شيء وأشياء ، تنوعت بين لحظات مفبركة وأخرى " مفركسة" وأخرى " مصلطعة" وغيرها كثير مضحكة أو ذكية كما اعتقد اصحابها واهمين. كل شخص حضر الوقفة ، كوٌن في ذهنه الكثير من الأفكار التي تعكسها تصوراته وقناعاته أو أحيانا مواقفه المسبقة. لكن صورة واحدة علينا أن نتأملها جيدا (الصورة أسفله)، وأن ننسى كل صورٍ أخرى شابتها الخلافات والاختلافات او حتى الحسابات الضيقة.. صورة عبرت عن الكثير من أسطر الكلام الذي لم نقله ، صورة فيها كل شيء ..فيها لحظات شاعرية مؤثرة وأخرى معبرة او مُبكية وغيرها مؤلمة جدا . ونحن نشاهد هذه الصورة ، أملي أن يتبادر إلى ذهننا جميعا شيء واحد فقط ، أن ننسى كل الحسابات وكل الخلافات .. وندرك أن الأطفال فعلا لا يكذبون ولا يتجملون في مثل هذه المناسبات . دمعة هذه الطفلة من أصدق التعابير التي شاهدتها في الوقفة ، تصف مدى الحزن والألم الّذي بداخلنا جميعا، تجمع بيننا بكل اختلافاتنا ومواقفنا او حتى ايديولوجياتنا ، تعبّر فعلا عن مدى الجرح الّذي داخل قلوبنا.. تترجم مطلبنا الاوحد في مستشفى المدينة ..كامل متكامل.. دمعة تترجم مطلب، بات أساسيا وملحا. وأطفالنا مستقبلنا ، هم شمسنا التي تدفئنا لكنها أيضا قد تحرقنا إن لم نحسن التعامل معها.. قد تحرقنا إن تسلل هذا الخبيث الى أجسامهم الصغيرة.. صورة تم التقاطها في لحظة نادرة، أو ربما عفوية لتُظهر إختصاراً لكثير من الكلام ، الذي من الممكن أن يفشل في التعبير عنه الكثير مِن مَن قالو أننا نحن أصحاب القرار في وقفة المدينة. تحية لكم و…دمعة متغلغلة من عيون المدينة..