ليس المكان و لا الزمان مناسب لإبدائي رأيي حول التيار السياسي الذي يقود حكومة هذا البلد. نحن في مقام عزاء، و المتوفى من حكماء رجالات سياسة هذا البلد. لنقل حسبنا الله و نعم الوكيل، ونقول: اللهم ارحم موتانا، و اسكنهم الجنة، و لنقرأ الفاتحة ترحما على فقيد الساحة السياسية المغربية. عادة، لا أكتب مقالات كهذه، و لم يكن يهمني شيء مما فعلوا أو مما تركوا، لكننا اليوم في أمس الحاجة لرجال ونساء لهم من الكفاءة ما يكفي لفرملة سرعة القطارات الطائشة، و كبس سيولات الفيضانات فوق القناطر المغشوشة. قبل شهر وثق المرحوم الزايدي شهيد المغاربة والاتحاد الاشتراكي في متانة القنطرة، فخانته القنطرة، كأنه بمجازفته اجتياز القنطرة رغم الخطر، كان يريد إرسال رسالة، يقول فيها للمغاربة: سنعبر معا مرحلة الأزمة هذه إلى بر الأمان، إلى المستقبل الزاهر، لكن القنطرة كانت زائفة. و ربما نوى المرحوم باها بزيارته لنفس القنطرة، إرسال ما يشبه الرسالة: رسالة العبور إلى ما وراء الأزمة، لكن قطار الموت كان أسرع منه. و تبقى الرسالة، رسالة الزايدي و باها، و كل الغيورين على هذا البلد: لنعبر القنطرة؛ لا أقصد قنطرة بوزنيقة، بل كل القناطر التي يريد المغاربة عبورها لأجل غد أفضل. رحم الله الفقيد الحكيم عبد الله باها. و تعازينا لأسرته الصغيرة، و أسرته الحزبية، و أسرته في المكون السياسي المغربي. ليس بالضرورة أن ننتمي للعدالة و التنمية لنبكي الفقيد باها، و لا للاتحاد الاشتراكي لنبكي الفقيد الزايدي، لكن، أسواء انتمينا أو لم ننتم، فهدفنا واحد، عبور القنطرة دون خوف من القطارات الطائشة، و لا من الفياضانات فوق الطرق المغشوشة.