اعتادت بعض القنوات المصرية الخاصة أن تسيء إلى المغرب، وأن تبادر إلى الاعتذار بعدما يتبن لها الخيط الأبيض من الأسود، علما أن المهنية تقتضي التحري والدقة قبل الإقدام على بث أي خبر أو ربورتاج أو تلاوة أي تعليق. في هذا السياق أراد المذيع المصري، محمد ناصر، في برنامجه اليومي على قناة "مصر الآن" أن يحقق سبقا "إعلاميا" مزعوما، لكنه ضرب مصداقية القناة في الصميم إذ سرعان ما عاد في نفس اليوم ليعتذر عما روجه من أخبار مغلوطة بشأن مرافقة الملك محمد السادس ثلاث طائرات عسكرية محملة بأمتعة ، خلال الزيارة الخاصة التي يقوم بها هذه الأيام لتركيا، علما أن الطائرات محملة في الأصل بمساعدات لللاجئين السوريين وتزامن وصولها إلى تركيا مع وصول الملك وعائلته. واستند المذيع المصري في اعتذاره على توضيحات مغاربة اتصلوا به، ومنهم مضيف طيران له 10 سنوات من العمل في هذا المجال، أكد له أن "الملك لا يمكنه أن يسافر عبر 5 طائرات لأنه لا يملكها". وتابع المذيع المصري بأن محدثه المضيف أسر له بناء على تجربته في مجال الطيران أن الملك لو استخدم 5 طائرات لتم إلغاء رحلات إلى وجهات كندا وأمريكا والبرازيل، مضيفا أن تلك الطائرات لا تحمل اسم الملك الذي تنقل عبر طائر بوينغ، قبل أن يمده بأسماء ورتب طاقم الطائرة. واسترسل المذيع المصري مستندا على كلام المتصلين به المغاربة، خاصة ما رواه له المضيف، بأن الطائرات العسكرية الثلاثة كانت مشحونة بمعونات قدمها المغرب إلى اللاجئين السوريين في الحدود التركية، كما سبق للمملكة أن قدمت معونات للاجئين السوريين بالأردن. ومضى ناصر مُسْهبا في الحديث عن رفعة أخلاق المغاربة ورقي ، مؤكدا أنه لا يجد أي غضاضة في أن يقدم اعتذاره للملك محمد السادس وللشعب المغربي عما بدر منه. إلى ذلك قالت السفارة المصرية بالمغرب، في بيان لها إن القناة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمصر دولة وشعبا. وقال البيان إن قناة "مصر الآن"، التي تبث برامجها من تركيا، هي قناة خاصة تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، الذي وصفته ب"الإرهابي"، وأن "لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمصر دولة وشعبا". وأكدت السفارة المصرية "اعتزاز وتقدير مصر، رئيسا وحكومة وشعبا، للملك محمد السادس والمملكة المغربية الشقيقة، ورفضها القاطع لأي تجاوزات إعلامية، أيا كان مصدرها، وتطلع مصر للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلي المستوي الذي يلبي تطلعات وأمال الشعبين الشقيقين".