بعث الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم المهدي المنجرة، الذي وافته المنية، اليوم الجمعة بالرباط، عن سن يناهز 81 سنة. ومما جاء في هذه البرقية، أن الملك تلقى "بعميق التأثر والأسى نعي المشمول بعفو الله ورضوانه، المرحوم الأستاذ المهدي المنجرة، الذي بوفاته فقد المغرب أحد رجالات الفكر والمناضلين المخلصين عن حقوق الإنسان والمساهمين في تكوين الأجيال المغربية التي تتلمذت على يديه".
واستحضر الملك "في هذا الظرف العصيب، ما كان يتحلى به الراحل من خصال إنسانية رفيعة، ومن تشبع مكين بالقيم الكونية للحرية والعدالة والإنصاف، حيث كان، رحمه الله، نموذجا للمفكر الملتزم والباحث المستقبلي الجاد، الذي سخر كتاباته للدفاع عن حق شعوب الدول النامية في اكتساب مفاتيح وأسس تحقيق التنمية الشاملة القائمة على تقاسم العلم والمعرفة، مما أكسبه تقدير كل من واكبوا فكره، ونهلوا من علمه ودراساته سواء على المستوى الوطني أو العربي أو الدولي".
وكان المفكر وعالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة، قد رفض وقد عرض الملك الراحل الحسن الثاني لتقلد منصب وزير المالية والوزير الأول لكنه رفضهما، وتعرض لهذه الأسباب للمنع من إلقاء المحاضرات في المغرب. وقد تنبأ المهدي المنجرة بالانتفاضات العربية، وكان سبقا للحديث عن الحروب الحضارية قبل المفكر الأمريكي صامويل هتنغتون، وذلك في كتابه " الحرب الحضارية الأولى" سنة 1991.