قام مكتب الإعلام بجماعة العدل والإحسان بتسجيل مجموعة من الحوارات مع عبد السلام ياسين، المرشد العام للجماعة، وشارك في الحوارات أعضاء من مجلس الإرشاد كفتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم الجماعة، وعبد الواحد المتوكل، الأمين العام للدائرة السياسية، ومحمد عبادي، المسؤول التربوي، وحسن قبيبش وعيسى أشرقي وعمر أمكاسو إضافة إلى ندية ياسين،كريمة عبد السلام ياسين. وحسب مصادر من جماعة العدل والإحسان فإن الحوارات تم تسجيلها بطريقة احترافية أشرف عليها تقنيون من الجماعة متخصصين في السمعي البصري، وسيتم بثها على موقع عبد السلام ياسين وتفكر الجماعة في توزيعها على أقراص مدمجة على نطاق واسع،وذلك قصد فك ما أسمته المصادر المذكورة الحصار المفروض على الجماعة ومعالجة حالة الجمود التي تعيشها منذ فترة. وأوضحت المصادر ذاتها أن الحوارات،التي تم إنجازها وفق آخر تقنيات الاتصال السمعي البصري، تتناول موضوع كتابات عبد السلام ياسين وخصوصا المنهاج النبوي وعناصره الثلاثة التربية والتنظيم والزحف،وأشارت المصادر ذاتها أن جل التدخلات ركزت على بناء الذات قبل تغيير الموضوع، ولم يضف ياسين شيئا لما كتبه سابقا سوى التحيين الذي يتطلبه الظرف الحالي،وقال عبد الواحد متوكل، عضو مجلس الإرشاد والأمين العام للدائرة السياسية، إن الخلافة على منهاج النبوة لا تفرض على الناس فرضا وإنما هي تتويج لعمل طويل واكتفت ندية ياسين، المعروفة بخرجاتها الراديكالية، باعتبار القلب ميدان التغيير الأول، ولم تتم مهاجمة النظام إلا في إشارات قليلة. وأكدت المصادر نفسها أن العدل والإحسان أصبحت مضطرة لتنويع أدوات التواصل مع أعضائها والمتعاطفين معها وحتى مع الآخرين،واكتشفت أن الأجيال الجديدة من القادمين على التنظيم لم تعد تحفل بالكتاب والوثيقة، واتجاه الجماعة نحو الحوارات المصورة جاء من أجل مواجهة حالة الجمود وتوحيد خطاب الجماعة. يذكر أن المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا هو تصور عبد السلام ياسين للعمل الإسلامي،وشرع في كتابته نهاية السبعينات وبداية الثمانينات،ونشره في أربعة أعداد خاصة من مجلة الجماعة التي كان يصدرها،وتم جمعه في النهاية في كتاب واحد وعرف عدة تغييرات منها على سبيل المثال موقفه من التعددية الحزبية التي كان يرفضها في الطبعة الأولى،وتخلى عن هذه الفكرة فيما جاء من طبعات. وافتتحه بقوله "جاءت رسالة الإسلام منهاجاً كاملاً تحمل مشروع تغيير، يستهدف الإنسان والمجتمع والعالم. التربية اقتحام العقبة التي تمثل مفهوماً قرآنياً محورياً في القضية الجهادية برمتها. اقتحام العقبة إلى الله، هو سير العبد بإرادة مشتاقة إلى الله، وسير الجماعة المجاهدة إلى موعود الله جوساً خلال ديار الباطل العاض والمنكر الجبري. سيرها اقتحاماً وصبراً وجهاداً وصدقاً. والقومة مفهوم ثان يضاف إلى مفهوم الاقتحام يقوي جانب العنصر الذاتي في معادلة الزحف".