كشف الجزء الأول من الحوارات التي أنجزها المكتب الإعلامي بجماعة العدل والإحسان، مع عبد السلام ياسين زعيم الجماعة وأعضاء من مجلس الإرشاد، عن تشبث التنظيم الإسلامي بمواقفه القديمة ورفضه المشاركة السياسية، وتناولت الحلقة الأولى ما تسميه الجماعة بشارة النبي (ص) حول عودة الخلافة على منهاج النبوة الشبيهة بالفترة التي أعقبت النبوة، ولم يفوت قادة الجماعة الفرصة ليكشفوا عن وجهها السلفي حيث اعتبروا أن هذا الرأي لا تنفرد به الجماعة وحدها مركزين على موقف ابن تيمية، شيخ السلفيين والتكفيريين، الموافق لرأي الجماعة بخصوص تأويل حديث الخلافة على منهاج النبوة. وهاجم عبد السلام ياسين الملك الراحل الحسن الثاني بعد أن ترحم عليه وذلك في سياق حديثه عن تحول الخلافة إلى ملك، ولم يفهم كثير ممن سألتهم "النهار المغربية" هذا الربط حيث أن الاستبداد لا علاقة له بشكل الحكم، وهي الملاحظة نفسها التي تم التركيز عليها إذ قام بربط أحداث لا رابط بينها، فلما تحدث عن بداية النبوة وإخبار ورقة بن نوفل للنبي (ص) بالمحن التي سيتعرض لها قال ياسين "وهل نستغرب بعد ذلك منع عبد الواحد متوكل من إلقاء محاضرة بالجامعة". وبخصوص سؤال حول موقف الجماعة من الإسلاميين المشاركين في اللعبة السياسية، أي حزب العدالة والتنمية، قال عبد الواحد متوكل، عضو مجلس الإرشاد والأمين العام للدائرة السياسية، إنهم "يفتلون حبل الاستبداد" مضيفا أن السياسات يتم رسمها خارج الحكومة والبرلمان. وقد قام مكتب الإعلام بجماعة العدل والإحسان بتسجيل مجموعة من الحوارات مع عبد السلام ياسين، المرشد العام للجماعة، وشارك في الحوارات أعضاء من مجلس الإرشاد كفتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم الجماعة، وعبد الواحد المتوكل، الأمين العام للدائرة السياسية، ومحمد عبادي، المسؤول التربوي، وحسن قبيبش وعيسى أشرقي وعمر أمكاسو إضافة إلى ندية ياسين،كريمة عبد السلام ياسين. وتتناول الحوارات،التي تم إنجازها وفق آخر تقنيات الاتصال السمعي البصري، تتناول موضوع كتابات عبد السلام ياسين وخصوصا المنهاج النبوي وعناصره الثلاثة التربية والتنظيم والزحف،وأشارت المصادر ذاتها أن جل التدخلات ركزت على بناء الذات قبل تغيير الموضوع، ولم يضف ياسين شيئا لما كتبه سابقا سوى التحيين الذي يتطلبه الظرف الحالي،وقال عبد الواحد متوكل، عضو مجلس الإرشاد والأمين العام للدائرة السياسية، إن الخلافة على منهاج النبوة لا تفرض على الناس فرضا وإنما هي تتويج لعمل طويل واكتفت ندية ياسين، المعروفة بخرجاتها الراديكالية، باعتبار القلب ميدان التغيير الأول، ولم تتم مهاجمة النظام إلا في إشارات قليلة. ويذكر أن المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا هو تصور عبد السلام ياسين للعمل الإسلامي،وشرع في كتابته نهاية السبعينات وبداية الثمانينات،ونشره في أربعة أعداد خاصة من مجلة الجماعة التي كان يصدرها،وتم جمعه في النهاية في كتاب واحد وعرف عدة تغييرات منها على سبيل المثال موقفه من التعددية الحزبية التي كان يرفضها في الطبعة الأولى،وتخلى عن هذه الفكرة فيما جاء من طبعات. وافتتحه بقوله "جاءت رسالة الإسلام منهاجاً كاملاً تحمل مشروع تغيير، يستهدف الإنسان والمجتمع والعالم. التربية اقتحام العقبة التي تمثل مفهوماً قرآنياً محورياً في القضية الجهادية برمتها. اقتحام العقبة إلى الله، هو سير العبد بإرادة مشتاقة إلى الله، وسير الجماعة المجاهدة إلى موعود الله جوساً خلال ديار الباطل العاض والمنكر الجبري. سيرها اقتحاماً وصبراً وجهاداً وصدقاً. والقومة مفهوم ثان يضاف إلى مفهوم الاقتحام يقوي جانب العنصر الذاتي في معادلة الزحف".