لم تحصل لحد الآن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على حقوق بث مباريات كأس أمم إفريقيا، وذلك بسبب تماطل وزارة المالية في تسديد القيمة المالية التي كانت وعدت الوزارة بسدادها لفائدة الشركة والمقدرة في 12 مليار سنتيم قيمة نقل 10 مباريات في النهائيات، وهي القيمة المالية المتفق عليها مع شبكة الجزيرة الرياضية المالكة لحقوق بث نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وقال مصدر من الوطنية للإذاعة والتلفزة أن الصحافيين ومسؤولي الإنتاج بقطاع الرياضة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية يعيشون على أعصابهم هذه الأيام، حيث يوجدون في حالة ارتباك بين من يؤكد أن الشركة ستنقل المباريات وبين من يتخوف من أن تتراجع وزارة المالية عن وعدها بتسديد ثمن نقل هذه المباريات. وما يزيد من ارتباك الصحافيين ومسؤولي الإنتاج، هو التأخر في الحصول على حقوق نقل المباريات، وما يترتب عنه من ضغط وتأخر كبيرين في توفير وسائل البث وانتداب الصحافيين الذين سيغطون النهائيات. ووفق ذات المصدر فإن مشكلا آخر مطروح مع شبكة الجزيرة التي عرضت بيع عشر مباريات مقابل 12 مليون سنتيم، فيما المسؤولون المغاربة يفضلون اقتناء ثلاث مباريات المنتخب الوطني عن الدور الأول من المنافسات، وفي حال تأهله إلى الدور الثاني يتم اقتناء هذه المباراة ونفس الشيء في حال تأهله إلى الدور نصف النهائي. وتتخوف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية من تكرار نفس سيناريو نهائيات الغابون وغينيا الاستوائية 2012 عندما قامت بشراء حقوق نقل 10 مباريات ب10 ملايير سنتيم، لكن المنتخب الوطني أقصي من الدور الأول، وبالتالي ألغى المعلنون إشهاراتهم الشيء الذي تسبب في خسارة كبيرة للشركة. يذكر أنه منذ انتقال حقوق بث مباريات كأس أمم إفريقيا في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إلى شبكة قنوات الجزيرة الرياضية، أصبحت الدول العربية ومن ضمنها المغرب تجد صعوبة بالغة في الحصول على حقوق بث مباريات منتخباتها على قنواتها العمومية حتى وإن كانت هذه المنتخبات مشاركة في النهائيات الإفريقية، عكس ما يحصل في البلدان الأوروبية حيث تقدم لها كل التسهيلات اللازمة، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد حصلت القناة الفرنسية كنال بلوس على حقوق بث نهائيات كأس أمم إفريقيا بثمن «رخيص» من قبل الشركة الفرنسية «سبورت فايف» الشريك الإعلامي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، يقدر بحوالي ملياري سنتيم مغربي.