أكد الأمين العام للحركة الشعبية محند العنصر أنه يتعين على كافة الفاعلين الوعي بالأهمية القصوى للتوافق وتعميق المشاورات حول القضايا الكبرى والمصيرية للبلاد. وقال العنصر. خلال تقديمه للتقرير السياسي أمام الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب المنعقد يوم السبت بمعهد مولاي رشيد بالمعمورة بسلا. "أمام الحكومة والمعارضة وكافة الفاعلين أولويات لابد من التعامل معها بحرص ومسؤولية لأنها أولويات تهم حاضر ومستقبل البلاد (..) لذلك على الجميع أن يؤمن بالأهمية القصوى للتوافق استنادا إلى آليات الديمقراطية التشاركية التي تمكن كافة الأطراف من تقديم المقترحات والإضافات الضرورية لرفع التحديات وكسب الرهانات التي نتطلع جميعا إلى تحقيقها". مشيرا إلى أن الحزب يؤمن وبإلحاح بضرورة تعميق المشاورات بين كل الفاعلين حول القضايا الكبرى والمصيرية للبلاد. وفي هذا الصدد السيد العنصر على ضرورة التفعيل الديمقراطي للدستور من خلال التوافق حول القوانين التنظيمية للمؤسسات الدستورية والخطوط العريضة والتوجهات الكبرى لمشروع الجهوية المتقدمة إلى جانب الإعداد القانوني واللوجستيكي للاستحقاقات الانتخابية المقبلة وكذا الاتفاق بشأن الجدولة الزمنية لها في أقرب وقت ممكن. مشيرا إلى أن من ضمن الأولويات أيضا توفير الاعتمادات الضرورية للأوراش الكبرى المهيكلة والتصدي للتداعيات السلبية المحتملة على الاقتصاد الوطني جراء الأزمة الاقتصادية في أوروبا وبطء وتيرة النمو الاقتصادي العالمي مع ما يتطلبه ذلك من ضرورة استثمار كل الإمكانيات والمؤهلات المتوفرة لتطوير تنافسية الاقتصاد الوطني للحد من الإنعكاسات السلبية على الأوضاع الإجتماعية دون المس بالتوازنات الماكرو اقتصادية أو سن سياسات واعتماد خيارات من شأنها أن ترفع من نسبة التضخم. وأضاف أن " دقة المرحلة تفرض على الحكومة والفرقاء الاجتماعيين والاقتصاديين مراعاة الأولويات والعمل بجدية على تطوير مأسسة الحوار الاجتماعي. والتحلي بالمسؤولية اللازمة لمعالجة الملفات العالقة". معبرا عن أمله في أن تتكاثف جهود المعارضة مع جهود الحكومة سويا في الأوراش المفتوحة بالمغرب نظرا لطبيعتها الإستراتيجية التي تفرض التوافق وتعميق التشاور بين كافة الأطراف والفاعلين. على صعيد آخر. أكد الأمين العام للحركة الشعبية تمسك الحزب بميثاق الأغلبية وانخراطها بصدق في إنجاح التجربة الحكومية الحالية. معبرا عن ارتياحه للحصيلة الإيجابية للحكومة. بعد مرور حوالي سنة تقريبا على تنصيبها. وذلك بالرغم من الظرفية الصعبة وإكراهات الأزمة العالمية. أما بخصوص البناء التنظيمي للحزب فقال العنصر "نحن في مرحلة جديدة تتطلب أكثر من ذي قبل وضوح الرؤية السياسية واتخاذ المواقف والقرارات الصريحة والجريئة إزاء مجمل القضايا والملفات المطروحة للنقاش العمومي". داعيا إلى الانتقال من العمل المطلبي الذي أطر نضالات الحزب في السابق بخصوص العديد من القضايا إلى العمل الفكري والعلمي لبناء تصورات وبرامج واضحة وقابلة للتنفيذ والتي على ضوئها ستمكن الحزب من اتخاذ المواقف و القرارات المناسبة. من جهته اعتبر السيد سعيد أمسكان. الأمين العام المفوض لحزب الحركة الشعبية. في تصريح لوكالة المغرب للأنباء. اجتماع الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب بمثابة محطة جديدة لانطلاقة قوية في أفق التحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة التي يعرفها المغرب.