الجمعيات في المغرب تعمل بشكل حيوي في الآونة الأخيرة، الا أن رهاناتها الأساسية هي ضمان مشاركة الشباب في الميادين الحيوية التي تشكل الأساس الرئيسي لأي مجتمع من المجتمعات، وحسب المجالات التالية: السياسة، الاقتصاد، الاجتماع... ولا يختلف اثنان عن كون الجمعيات بالمغرب تعاني من عزوف الشباب عن المشاركة الفعالة رغم ان العمل الجمعوي في منطلقاته و أهدافه شكل وعاء لصقل إبداعات الشباب و مده بأسس ثقافية هامة، ليس فقط لكون العمل الجمعوي يهدف الى تغيير بنيات الواقع فقط، وانما احداث تغيير على مستوى أشكال التفكير فيه وطريقة تصريف المعرفة المكتسبة لبناء النموذج المرغوب فيه و تأطير الأداة البشرية المزمع تأهيلها لتحقيق ذلك البناء.
فالعمل الجمعوي هو حقل متميز ومجال خصب تنتعش فيه روح تحمل المسؤولية بشكل جماعي، و الجمعيات في المغرب تجعل الشباب يسير في اتجاه تحرير طاقاتهم و إمكانياتهم الإبداعية و خلق أفراد يحكمون ضمائرهم الحية في الإنتاج و الإبداع لما يخدم الوطن و يُساير مع روح المواطنة.
و نظرًا لأهمية الجمعيات بالمغرب ومكانتها ضمن انشطة العمل الجمعوي بصفة عامة، من حيث التأطير و تعبئة إمكانيات الشباب و لكون هذه الفئة الشابة تشكل دعامة أساسية للدفع بالعجلة التنموية إلى الأمام، يتوجب الاهتمام بهذه الشريحة و تشجيعها ماديا و معنويا و قانونيا من أجل ضمان مشاركة فعالة لهم و إعطاءهم فرصة لتفعيل قدراتهم المعرفية.
و على غرار ما سبق، فإن الجمعيات في المغرب، تشكل محورًا أساسيًا في التنمية المستدامة و الفعالة التي توازي مبادرات الدولة في جميع الميادين و القطاعات..فالجمعية مؤسسة ثقافية وإطار قانوني لتكافل الطاقات و الجهود من اجل تحقيق أهداف محددة.
وقد تخاطب الجمعيات في المغرب فئة محدودة من الناس فتوجه للنخبة أو لفئة معينة، وقد تكون جماهيرية واسعة، و قد تخاطب المثقفين خاصة، كما أنها قد تتوجه نحو الفئة الأمية، كما قد ترتبط بفئات عصرية مختلفة: الأطفال ، الكهول، الشباب، الشيوخ، وقد تختار فئة عمرية دون أخرى،...إلا أنه علينا جميعًا تظافر الجهود من أجل دعم و تشجيع كل المبادرات البناءة التي تقوم بها الجمعيات في المغرب.