جدد المغرب استعداده لتطوير علاقاته مع الجزائر ببحث جميع القضايبا العالقة بينهما وتسهيل امكانية إحراز تقدم من شأنه أن يساهم في إيجاد حل لقضية الصحراء، في إطار الأممالمتحدة وبمساعدة الجميع.وقال الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي أن المغرب تقدم بعرض للفصل بين قضية الصحراء التي يعمل على إيجاد تسوية لها في إطار منظمة الأممالمتحدة وبين تطوير العلاقات الثنائية مع الجزائر، إلا أنه رغم تأكيد المسؤولين الجزائريين على عدم وجود علاقة بين المسألتين، فإن حكومة هذا البلد، تحدثت في الأشهر الأخيرة عن شروط لتطبيع العلاقات. وشدد الفاسي الفهري على أن المغرب مافتئ يعبر عن استعداده للتباحث مع الجزائر بشأن جميع القضايا العالقة، ومن بينها قضية التهريب التي أكد أن التصدي لها يمكن أن يبدأ بفتح الحدود المغلقة من اجل انعاش العمل المغاربي المشترك، وقال ان اتحاد المغرب العربي يعد، بالنسبة لبلاده، مسألة حتمية وضرورة استراتيجية واقتصادية، فضلا عن كونها مطلبا شعبيا. ويقترح مسؤولون سياسيون وخبراء اقتصاد ان اعادة العمل المغاربي المشترك، خاصة في المجال الاقتصادي والمالي، هي احد السبل الاساسية لتدبير جيد للانعكاسات السلبية للازمة المالية العالمية على الدول المغاربية. واسست كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا اتحادا سنة 1989 الا ان العلاقات الثنائية الجزائرية المغربية وما تعرفه من توترات حول عدد من القضايا من بينها قضية الصحراء الغربية ادت الى تجميد المؤسسات الاتحادية بالاضافة الى اغلاق الحدود البرية المغربية الجزائرية منذ 1994. وقال والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري تنه بإمكان بلدان المغرب العربي أن تواجه آثار الأزمة الاقتصادية العالمية بشكل أفضل إذا استطاعت أن تعمل في ما بينها في إطار تجمع اقتصادي. واعرب الجواهري عن أسفه للعراقيل التي تعيق إتمام هذا المشروع وقال إن المغرب وافق على مشروع إنشاء البنك المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية الذي أوصى بإحداثه صندوق النقد الدولي، لكن مازالت هناك بعض العراقيل. وقال الاطيب الفاسي الفهري أن المبادرة المغربية بمنح الصحراويين حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية تعد بمثابة أرضية للتفاوض في ما يمكن تفويضه لسلطة محلية من اختصاصات سياسية وانتخابية وفي مجالات القضاء والأمن واستغلال الثروات وغيرها، وكل ذلك في ظل السيادة المغربية وفي إطار احترام الشرعية الدولية. واقترح أن الحكم الذاتي ليس بالخطوة السهلة ، لعدم وجود تجارب سابقة في تاريخ المنطقة، الا أن مغرب القرن الواحد والعشرين، مستعد للقيام بهذه الخطوة بهدف تجاوز المأزق الذي تعيشه المنطقة منذ أزيد من ثلاثين سنة. ورفضت الجزائر وجبهة البوليزاريو اعتبار المبادرة المغربية ارضية للمفاوضات التي تجريها الاممالمتحدة منذ حزيران/يونيو 2007 وتمدت منذ نيسان/ابريل 2008 بعد اربع جولات من المفاوضات في مانهاست احدى ضواحي نيويورك. ويسعى الدبلوماسي الامريكي كريستوفر روس بصفته ممثلا شخصيا للامين العام للامم المتحدة للمنطقة تشجيع الاطراف المعنية بالنزاع الصحراوي الى اتصالات غير مباشرة تمهد لمفاوضات تحقق اختراقا بالجمود الذي تعرفه تسوية النزاع. وقال الطيب الفاسي الفهري ان المغرب يتوفر على رؤية مستقبلية ويعرف دينامية داخلية وقام من خلال مبادرة الحكم الذاتي بخطوة تتجاوب مع نداء المجتمع الدولي من أجل ايجاد حل نهائي يرضي جميع الاطراف.