رغم تذمر مجموعة كبيرة من ساكنة الجزائر اقتصاديا واجتماعيا جراء إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر ورغم خروجهم مؤخرا في تظاهرات للتعبير عن رفضهم لهذا الوضع والتنديد بسياسة الإغلاق، ما فتيء وزير خارجية الجزائر يؤكد غير ما مرة في خضم الأسابيع القليلة الماضية، عن عدم رغبة الجزائر في فتح الحدود الغربية مشيرا في نفس الوقت إلى توصل كل من المغرب والجزائر إلى اتفاق يهدف إلى تعزيز التعاون بينهما في بعض المجالات، مؤكدا أن تبادل الزيارات بين وفود البلدين ليس له أي علاقة بتحريك الملفات العالقة، على غرار فتح الحدود وملف الصحراء المغربية. ويستشف من خلال التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية "مراد مدلسي" في هذا الموضوع،أن الجزائر استبدلت المقاربة السياسة لبناء اتحاد المغرب العربي بأخرى اقتصادية كان المغرب سباقا إلى طرحها منذ سنوات خلت. اتحاد المغرب العربي الذي أدخلته السياسات الجزائرية إلى غرفة الإنعاش وحرمت أبناء المنطقة من حصاد ثمرات الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية له .فتعطيل هياكل الاتحاد وشل آليات العمل المغاربي المشترك المنصوص عليها في معاهدة مراكش وزيرالدة والتي لعبت الجزائر في ما آلت إليه الدور الحاسم أو قل أعطت الضربة القاضية لها وجعلت من اتحاد المغرب العربي الذي اختزل الإعلان عن إنشائه إرادة ورغبة الشعوب وطموحات السياسيين جعلت منه الجزائر منعدم الذكر والفعالية ومغيبا في أحداث ليبيا التي كان من المفترض أن يكون فاعلا أساسيا و لاعبا إقليميا وجهويا فيها. لكن للأسف فحكام الجزائر الذين لا يتعظون من عبر ودروس الماضي والحاضر ويهملون رهانات المستقبل ، يصرون على أن تبقى أحلام وتطلعات مايفوق 80 مليون نسمة من المغاربيين حبيسة قصر الرؤية وبعد النظر لديهم ورهينة سياسات كشفت الأحداث الأخيرة عن رفضها جملة وتفصيلا.