رفع متظاهرون ضمن المسيرة التي دعا إليها التنسيق المحلي لحركة 20 فبراير بمراكش، البارحة الأحد 3 يوليوز، شعارات معبرة عن رفض النتائج التي أعلنت عنها وزارة الداخلية قبل 48 ساعة بخصوص الاستفتاء الدستوري.. وقد جاهر المتظاهرون الذين إنطلقوا من أمام مقر حزب الإشتراكي الموحد بعمارات الأحباس بباب دكالة، عبر شارع علال الفاسي إلى نهاية شارع فلسطين، بعزمهم الاستمرار في الاحتجاج إلى غاية نيل تحقيق كافة مطالب الحركة ، مشروع الدستور المعلن عن قبوله ضمن استفتاء شعبي ب “كذبة يوليوز”، إضافة للافتات كتبت عليها كافة مطالب الحركة من “دستور ديمقراطي” إلى “الحق في الرعاية الاجتماعية”.. في حين نظمت مسيرة شعبية أخرى، تشكلت من مجموعة من الفعاليات الجامعية وبعض المنتخبين والحرفيين ونشطاء الوداديات السكنية تمركزت في محيط باب دكالة،تثمن مشروع الدستور، مما إستدعى تدخل الأمن للحيلولة دون الاصطدام بين المشاركين في المسيرتين. وخلافا للمسيرتين الداعمة والأخرى الرافضة، ظل الرأي العام المراكشي يرقب المسيرتين من خلال كراسي المقاهي والمطاعم وحافلات “ألزا” للنقل الحضري في حياد ذكي، يترجم العقلية النضالية والأبعاد الوطنية المراكشية التي باتت تعي مثل هذه الإشكاليات القائمة على المزايدات المطلبية ونمطية الإحتجاجات المستوردة من النموذج المصري واليمني، والهادفة إلى إستنزاف المراقبة الأمنية ، وإجهادها عوض فتح النقاشات العمومية المستمرة من طرف الأحزاب والنقابات والدفع من أجل تطوير فكرها السياسي والإقتراحي المشروع ،وإغناء رؤاها المستقبلية الذي يظل هاجسا دائما، ورافعا أساسيا في دينامية الحركة الحزبية والنقابية والحقوقية والإسهام بفعالية أكبر في تطوير الممارسة السياسية وضبطها مع متطلبات العصر، واستخلاص الدروس من التحولات العالمية ومن عولمة قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، والإنفتاح على النقاش الفكري السياسي المحلي و الوطني المجدد للنخب الحزبية والسياسية، والدائر حول أنجع الطرق لتحقيق العدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية، واستلهام الخصوصية الحضارية التاريخية الوطنية البارزة في الإسلام كدين وكمكون حضاري ثقافي للأمة المغربية، وإحترام مكانة المؤسسة الملكية، ووحدة الأمة المغربية وتماسكها بتنوع أصولها المنصهرة مع القرون في خضم معركة انبنائها، وبتعددها اللغوي والثقافي الأمازيغي والعربي، كحصيلة صيرورة تاريخية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ. حسن حمدان