يلقي الملك محمد السادس اليوم خطابا خلال افتتاحه الدورة التشريعية الخريفية للبرلمان، يتوقع أن يشتمل على التوجهات الكبرى للبلاد في المجالين الداخلي والخارجي. وتعد تلك الجلسة الوحيدة التي سيحضرها كافة البرلمانيين المغاربة البالغ عددهم 600 برلمانيا ،وهي بمثابة مناسبة لانطلاق الدخول السياسي الجديد في البلاد وتوقع مراقبون للشأن السياسي المغربيأن يبحث البرلمان في هذه الدورة ملف الجهوية الموسعة ومشاريع القوانين التي تخص مجالات ذات أهمية، مثل إصلاح القضاء، ونظام التقاعد، والموازنة المالية التي يتوقع أن تتأثر كثيرا بتأثير الأزمة الاقتصادية على المغرب، إلى جانب التحضير للانتخابات التشريعية، التي ستجري في 2012. وقال عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب ،إن الدخول السياسي الحالي هو " دخول عادي تم الإعداد له بشكل جيد " . وذكر أن أهم نقطة ستدرج ضمن جدول أعمال الدورة، هي دراسة ميزانية الدولة ابتداء من 20 أكتوبر الحالي أوضح الراضي أن البرلمان سيقوم خلال هذه الدورة، بمراجعة النظام الداخلي لمجلس النواب بغية ملاءمته مع النظام الخاص بمجلس المستشارين، ومراجعة طريقة طرح الأسئلة الشفوية، وكذا ظروف عمل النواب البرلمانيين. من جانبه ، قال محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين ، إنه " يتعين على البرلمانيين خلال الدورة التشريعية الحالية معرفة الطريقة التي ستمكنهم من الانتقال إلى سرعة أكبر على مستوى اتخاذ المبادرات التشريعية، واقتراح القوانين ومراقبة العمل الحكومي، وكذا على مستوى الدبلوماسية البرلمانية، والتفاعل بين المجموعات البرلمانية، والتصدي لظاهرة الغياب، ونهج سياسة القرب، وتتبع المشاريع الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس خلال السنوات الأخيرة، وتحسين صورة المؤسسة التشريعية لدى المواطن المغربي " . وتعليقا على افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان المغربي ، قالت صحيفة " أخبار اليوم " المغربية في افتتاحيتها لعدد اليوم الجمعة ، إن البرلمان المغربي يعاني من غياب البرلمانيين عن جلسات مناقشة المواضيع التي تهم المواطنين المغاربة حيث يختفي عن جلسات البرلمان أكثر من ثلثي البرلمانيين إلى أن يحين موعد دورة خريفية جديدة ، كما انتقدت الصحيفة ظاهرة " الترحال السياسي " مما يعبر عن أزمة أخلاقية تمس هذه المؤسسة الدستورية . وطالبت الصحيفة الفعاليات المغربية بضرورة فتح نقاش وطني حول فعالية المؤسسة البرلمانية ودورها في الحياة العامة ، مشيرة إلى وجود ثلاث مظاهر خلل تعوق عملها ممثلة في ضعف المشاركة السياسية للمواطنين المغاربة في صناعة القرار والتوجهات الإستراتيجية للدولة فضلا عن النظام الانتخابي الذي يتحكم فيه الأعيان إضافة إلى الإطار الدستوري والقانوني الذي يفرغ البرلمان من أي دور ، ودعت الصحيفة إلى إنهاء المسرحيات التي تجري في البرلمان لأنها لم تعد تقنع أحدا ولا تبرر صرف الأموال العمومية المخصصة لها .