بتأهل المنتخب المصري و قبله المنتخب الجزائري للمربع الذهبي لكأس أمم إفريقيا المقامة حاليا بدولة أنغولا، يكون المتتبع الكروي مع موعد هام، هو الثالث من نوعه في ظرف شهرين و نصف بين المنتخبين الشقيقين، بعد لقاء إياب المجموعة التي كانا يتواجدان بها ( أقيمت يوم 14 نونبر 2009 و انتهت بفوز المصريين بهدفين نظيفين) و كذلك المباراة الفاصلة التي أقيمت بملعب محايد، كان بمدينة أم درمان السودانية ( أقيمت يوم 18 نونبر 2009 و انتهت بفوز الجزائريين بهدف واحد). مباراة نصف نهاية أمام إفريقيا، التي ستجمع مصر بالجزائر يوم الخميس القادم ابتداء من الساعة السابعة و النصف بالتوقيت العالمي ( الموافق للتوقيت المغربي ) هي مباراة استثنائية على جميع المقاييس، مباراة من 90 دقيقة قادرة على زعزعة استقرار البلدين الشقيقين، و تحويل مباراة غير عادية إلى معركة حربية لا قدر الله، كل طرف سيفعل المستحيل للظفر بها، و التأهل للمباراة النهائية للكأس الغالية، و بالتالي إسعاد جماهيره أولا، ثم ثانيا إدخال جماهير الخصم المنافس لمدارس الأحزان. و كما حدث خلال النسختين السابقتين من هذا النزال غير العادي بين الجزائر و مصر، فإن رئيسا البلدين و كبار مسؤوليهما، سيهتمون بتفصيل تفاصيل هذه المواجهة الحارقة و المصيرية، و العمل على دفع وسائل إعلامهما على تجييش شعبيهما، بهدف إلهائه عن مشاكل الحياة اليومية التي يعيشانها معا منذ سنين طويلة، و منه نسيان و لو بشكل مؤقت تلك الهموم اليومية. كما أنها أيضا مناسبة لإيقاظ الفتنة النائمة خلال الأسابيع القليلة الماضية، خاصة مع الأخبار التي تصلنا إتباعا من الطرفين، أخبار مفادها رغبة الطرفين في تجاوز الطرف الثاني بأي وسيلة و مهما كانت الطريقة، مما يؤشر على أن الآتي هو أسوأ مما مضى. و في المقابل، فمباراة الجزائر و مصر الموعودة هاته، هي أفضل مناسبة لتصحيح الأخطاء التي ارتكبت خلال النسختين السابقتين، و العمل قدر الإمكان على تفادي الانزلاق الخطير الذي وصلت إليه علاقات البلدين الشقيقين، حيث كانا قاب قوسين أو أدنى من الدخول في معركة حربية حقيقية بعد المعارك الكلامية الطويلة، و ذلك إذا عرف من بيدهم مصير البلدين، كيف ينتصرون للغة العقل، و ليس للغة العواطف الجياشة الشعبوية. هي إذن مباراة غير عادية، تجمع بلدين يتنفسان هواء كرة القدم كما هو الحال جميع شعوب الكرة الأرضية، كل بلد سيحاول أن يثبت للجميع أنه هو الأقوى و الأجدر بالتأهل للمباراة النهائية، حتى لو تطلب الأمر ضرب الأخلاق الرياضية عرض الحائط، فالانتصار هو الشيء الوحيد الذي سيتقبله كل بلد بجميع مكوناته و شرائحه، و بما أن معادلة كرة القدم لا تقبل القسمة على اثنين في مثل هذه المناسبات، فإن مصير هذا النزال قد يحدث انزلاقا خطيرا و غير مسبوق في علاقة البلدين. و كما يعلم الجميع فالبلدين تجمع بينهما أواصر الأخوة و الدين و اللغة، و مع ذلك اختارت وسائل إعلامهما الرفع من منسوب التشويق قصد تسويق جيد لمنتوجات إشهارية، و تحقيق أرباح مالية خيالية على حساب الأخلاق و الروح الرياضية، بدءا من تشويه صورة الشعب المنافس، مرورا بتلطيخ سمعته وصولا عند التهديد و الإعتداء الجسدي المتبادل بين مواطني البلدين. وسائل إعلام البلدين لعبت و ستلعب دورا سلبيا في مباريات المنتخبين، مدفوعة من طرف كبار مسؤولي البلدين، بهدف قياس مدى وفاء كل شعب لمنتخب بلاده، و مدى استعداده للتضحية من أجل ألوان بلده، كأن المنافس هو منتخب الصهاينة، و ليس فريق عربي إسلامي إفريقي، ما يجمع بينهما أكثر مما يفرق. مرايا بريس، ستعمل خلال الساعات القادمة على مواكبة دقيقة لكل ما يرتبط بمواجهة ثعالب الصحراء بفراعنة أم الدنيا، فترقبوا الأخبار الطازجة مرفوقة بصور و فيديوهات و إحصائيات عن المواجهات التاريخية بين البدين، فكونوا في الموعد.