قدّمت قناة "الوطن" الكويتية اعتذاراً للمغاربة، بعدما أثار عرض حلقات من "يوميات بوقتادة وبونبيل" الذي تعرضه القناة احتجاجات باعتباره مسيئاً للمغرب، وتحديداً المغربيات. ودفعت الاحتجاجات المغربية وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة المغربية خالد الناصري إلى "التنديد بشدة" لعرض المسلسل الكارتوني، مؤكداً ل"العربية.نت" أن الحكومة المغربية ستتابع هذه القضية "عن قرب". وكانت الحلقة الثامنة من المسلسل الكويتي تطرقت لوصول بطلي السلسلة إلى مدينة أكاديرجنوب البلاد، بهدف لقاء فتاتين مغربيتين. وصوّر المخرج والدة الفتاتين وهي تهيئ كأسي قهوة للضيفين، وتستعد لوضع سائل غريب فيهما للتأثير عليهما بالسحر حتى يتزوجا بالفتاتين. وسبق للحلقة السابعة من المسلسل الكارتوني أن تطرقت لبعض الظواهر في المغرب، مثل السحر والرقص والميوعة الأخلاقية، في حين أن ديباجة المسلسل على موقع قناة الوطن تتحدث عن كون المسلسل "كوميديا وفانتازيا ساخرة هادفة، وشخصياتها تنقل هموم ومشاكل المواطن". بيان الاعتذار وبعد الاحتجاجات المغربية، نشرت صحيفة "الوطن" التي تنتمي لنفس المجموعة التي تضم القناة التلفزيونية، اعتذاراً على صدر صفحتها الأولى، الأحد 22-8-2010، تحت عنوان "للمغرب.. كل المحبة والتقدير". وقالت الصحيفة "لاحظت "الوطن" ردود فعل متباينة من بعض الإخوة المغاربة ممن تواصلوا معنا عبر الشبكة العنكبوتية وذلك في ردود فعلهم على حلقات من يوميات بوقتادة وبونبيل تناولت بالنقد سلوكيات مواطنين كويتيين ذهبوا إلى المغرب". وتابعت "بمراجعة الحلقة تؤكد "الوطن" أنها لم تحتو على أي إيحاءات غير أخلاقية ولم تنعت أهل المغرب بأي سوء إنما كانت فكرتها منصبة على سلوكيات خاطئة من مواطنينا خاصة وأن يوميات بوقتادة وبونبيل تهتم بمتابعة الممارسات الكويتية في الداخل والخارج وتتولاها بالنقد". وتضيف "وعلى الرغم من ذلك، فإن "الوطن" تعرب عن اعتذارها ومعزتها وتقديرها لكل الإخوة المغاربة الذين فهموا الحلقة خطئا و تناولوا ما ورد من مداعبات فيها بحساسية مفرطة، مؤكدين أننا نكنُ لكم ولبلادكم العزيزة في قلوبنا كل المعزة والتقدير". الاحتجاجات المغربية وكان حقوقيون ومراقبون مغاربة استنكروا ما جاء في المسلسل، من تصريحات واضحة تبرز الأمهات المغربيات على أنهن ساحرات ومشعوذات يسعين لخطف رجال الخليج وتزويجهن ببناتهن بشتى الطرق. واعتبروا أن المسلسل "عمل مقصود يسيء إلى كرامة المرأة المغربية ويصور حالات شاذة قد تكون موجودة في الواقع، لكنه لم يُراع مشاعر أكثر من 30 مليون مغربي". وعبر وزير الاتصال المغربي، في اتصال مع "العربية.نت" عن رفضه بأن يتم التلاعب بالشعب المغربي بأي وجه من الوجوه، ولا من أي جهة كانت حتى لو تعلق الأمر بقناة تلفزيونية عربية خاصة. وأضاف الناصري: "الشعب المغربي له أنفته وكبرياؤه، والحكومة ستدافع بما يلزم من الجدية والحزم عن كرامة المغاربة رجالاً ونساء". وشدد على أن هذا الموضوع سيكون ضمن انشغالات الحكومة: "هذه القضية ستعيرها الحكومة قريباً ما يلزمها من الاهتمام والمتابعة عن كثب". وتعليقاً على الضجة التي أحدثها المسلسل الكويتي في أوساط المغاربة، قالت بسيمة حقاوي، رئيسة منظمة تجديد الوعي النسائي، إن هذا العمل يعد مساً بكرامة المرأة بصفة عامة، وهو عمل مقصود ما دام قد ركز على ذكر المغرب بالاسم. وحملت حقاوي في حديثها ل"العربية.نت" المسؤولية إلى بعض الخليجيين الذين عمموا صورة سلبية عن المرأة المغربية في جميع المنتديات، واستغلوا بعض الفتيات المغربيات وغيرهن أيضاً فأرجعوهن إلى عصور "العبودية والإماء"، بحسب تعبير المتحدثة. واستطردت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية المعارض "أنه لا ينبغي السماح لحدوث هذه الإساءة للمرأة المغربية، لكون هذه الأخيرة برهنت دوماً على أنها رمز للعفة والكرامة". "سابقة في العالم العربي" بدوره، ندد الخبير الاجتماعي حسن قرنفل بما تضمنه المسلسل، واعتبر ما حدث سابقة في الوطن العربي، باعتبار أن القنوات العربية درجت على التعامل بكثير من الاحترام مع شعوب بلدان عربية أخرى. وأوضح قرنفل في حديث ل"العربية.نت" أن المسلسل تطرق إلى سلوكيات محدودة لبعض الفتيات في المجتمع المغربي، لكن أن يتحول الأمر لعرض ذلك في عمل درامي فهو إساءة واضحة للمغرب. وقال "لم نتعود في مثل هذه الأعمال التلفزيونية إلا الإشارة بالخير إلى شعوب عربية أخرى"، مشدداً على أن تصوير المغرب كأنه رديف للسحر والشعوذة من طرف المغربيات يعد مساً بمشاعر أكثر من 30 مليون مغربي رغم الادعاء بأن الغرض هو التطرق إلى سلوكيات معينة لبعض النساء. وأردف أنه من المحتمل أن تسيء قلة قليلة من المغربيات لهذه الحريات، لكن ذلك يدخل في نهاية المطاف ضمن حقوقهن الشخصية، الشيء الذي قد لا يتفهمه البعض في دول عربية أخرى، وقد يصدم البعض الآخر.