منذ حلول شهر رمضان الكريم،إختار الملك الإقامة في مديتة سلا،وهي المدينة التي تحتضن إقامته الخاصة التي شيدها -حي القرية-منذ أن كان وليا للعهد،لكن وللأسف الشديد،ما إن تبتعد بكيلمترات قليلة عن الإقامة الملكية الأنيقة-اللهم لا حسد-حتى تطالعك الأزبال والحفر وكل ما لا يخطر على بال،في الأيام القليلة الماضية-هجج-الملك المسؤولين السلاويين،حينما تقرر أن يدشن مركزا لتنمية كفاءات الشباب،وهذا هو عنوان المركز،أما عن تنمية كفاءات الشباب،فلا نعرف عن أي تنمية يتحدثون،المهم..بقدرة قادر أحضر مسؤولو الجماعة الحضرية السْطولا ديال الصباغة،وفرضوا على السكان القاطنين في الشارع الذي سيمر منه الملك تبليط الواجهات الخارجية لمنازلهم،بل تمادت السلطات في غيها وفرضت على السكان التبليط باللون الأبيض،وكل منزل غير مبلط بالأبيض يبلطه موظفو الجماعة -بزز-..لماذا؟؟ ربما لأن الملك عاد فايق مَن النعاس ومكيحملش يشوف الألوان الغامقة،يريد أن تبدو له الأمور بخير وعلى خير،رغم ، عباد الله واصلة ليها للعظم،لكن لا يهم..صبغو حيوطكم بلبيض،حتى تروق الملك وتهدئ أعصابه،لأنه غير معني بما يتواجد داخل هذه المنازل بقدر ما تعنيه فقط الواجهات الخارجية لمنازلكم..يالاه..صبغو..فالملك تعجبه الصْباغة..مادامت سياسة وبرامج العهد الجديد كلها قائمة على-الصْباغة-والتزواق والعكر على الخنونة،الأشجار تغرس باسقة في جنح الظلام،والورود مفتحة وقد غرست للتو،كل هذا لأن الملك دايز مَن هْنا..ولأن أهل سلا يستحقو العيش في الأزبال المتراكمة وينتظرون قدوم الملك إلى مدينتهم لتصبح شوارع المدينة -كتبري-حْسن من شي وجوه ديال كحل الراس،حتى ليضوضان التي زرعها كريم غلاب في كل طرق المغرب و-دكدك-بها سيارات المواطنين،أمرت الجماعة بإزالتها من الجذور،لأن الملك لا يريد أن-يُمخض-كباقي المواطنين،وشوفو المياواة كيدايرا-لكن إلى هنا كل شيء عاد جدا،لأننا تعودنا في هذه البلاد أن الفوارق تكون صارخة،وأن النزعة الإستعلائية عند البعض تأبى إلا أن تظهر عليه بين الفينة والأخرى،حتى ولو تظاهر بإخفائها،قبل أيام إلتقيت بشاب التقى الملك،وحكى لي بمرارة كيف تعامل معه الحرس الخاص للملك وكيف تهكموا عليه في ولاية الأمن وأهملوه بدون فطور ولا سحور منذ اعتقاله على الساعة 3 زولا وإلى غاية الساعة 4 صباحا،شخصيا لا أتفق مع هذه الأفعال التي دأب عليها بعض الشباب المغربي،وعوض أن-يعري عْلى كْتافو-يتخصص في ملاحقة الملك و-السْمير-في كل الطرق التي من المفترض أن يمر منها الملك،فالمغربي الذي كان والدي رحمه الله،يحكي لي عنه،كان دائما يفرظ في أي شيء،إلا الكرامة..الكرامة وعزة النفس هما رأسمال البشر في هذه الأزمان ومن أجلها قامت أمهات المعارك والثورات،المغربي كما كان يقول والدي في الستينات،يكد بل وحتى يسرق،لكنه لا يتسول لا الملك ولا غيره،فكيف انتهى المآل بشبابنا،رمز الكفاح والتحرر والثورة والغضب من الإستبداد الجاثم على صدورنا عنوة،إنتهى بهم المآل إلى-متسولين وطلابا-يلاحقون الملك أينما حل وارتحل،بحثا عن منصب سلم 4 أو-كريمة-هل الملك حينما يمنح كريمة لأحدهم يكون قد فعل صوابا؟؟..أبدا..إذا كان يعتقد ذلك صوابا فهو مخطئ،إنه خطأ وستين خطأ،فالكريمة لاتحل المشكل،بل تؤزمه..مشكلتنا في المغرب ليست الفقر،بل انعدام الكرامة وإهدار هذه الكرامة كانت من طرف المخزن على مر السنين وكل الوسائل..كل شيء في عرف المخزن قابل للشراء..حتى الكرامة البشرية...لكنه لا يعرف أن هناك بوزبال يعيش على الهامش ويرفض أن يتسوله بل ويتعفف أن ينتظر ما لم يجنه من عرق جبينه،يمكن للمواطن المغعربي أن يعيش فقيرا وحرا وأن يعيش بمل تكسب يداه ومن عرق جبينه،أما العيش بدون كرامة،فلا أحد قادر على منح هذه الكرامة،لأنها فطرية وهبة من الله وطبع في فئة معينة من البشر..لذا يا أخي إعلم أن الطبع يغلب على التطبع..للي بحلاس ..بحلاس.وللي طلاب ..طلاب..هل تعلم أن الملك بكل هيلمانه لا يستطيع توفير غرام من الكرامة لمواطنيه،بتلك الدراهم التي يرميها لهم من الشرجم ديال الطوموبيل..الكرامة أيها السادة هي العهدالة،هي الديمقراطية..هي التوزيع العادل للثرواث..هي دولة الحق والقانون..ماشي أفقرونا وبعدها أرموا لنا الفتات مللي تكونو ناشطين...وحينما يكون الأخ-مرمضن-يأمر باعتقال من يتسولونه...ولكن بيني وبينكم بنادم يلا منعندبوه كرامة لاش كيصلاح...آسيدي مابغينا كريمات ما بغينا أراضي...طبقو غي القانون وكونو ديمقراطيين وللي غايعطينا شي حاجة يزيدها فراسو..العاطي الله..مافراسكش هادي ولا شنو...