كل هذه المصطلحات والأسماء الملقاة على عاتق المرأة فقط ، الملتصقة بتغطية جسدها " العَورة" تداولتها وتتداولها ألسنة الشعوب المتخلفة، وتشغل بالها أكثر من هم تأمين الخبز والماء والكهرباء والمدرسة لأبنائها، لا لكون المرأة نصفها الاجتماعي ، الأم ، الأخت ، الزوجة أو تشكل نصف الانتاج الوطني وتتشارك مع ذكوره في الهم العام والإدارة واتخاذ القرارات ...بل لكونها تابعة وملحقه بالذكورة ، التي تقوم باتخاذ القرارات فيما يتعلق بشأنها، ومايحدد كيفية تأطير جسدها وتحويله لبضاعة وملكية تخص الذكر وحده وتنتمي إليه ، خاصته التي لايقبل بأن تنظر لأحد حتى بعين الصداقة أو الأخوة ، وألا يُنظر إليها بنفس العين..إلا بعد أن يكون له رأيه في هذه النظرات..وبعد أن تُطلب مشورته ويُعمل بها ، يرفض أو يقبل هذا حقه " الشرعي الديني والقانوني"! باعتبار أن قوانيننا برمتها مصدرها التشريع الإسلامي، ومن هذا المنحى والمصدر توضع القوانين من قبل الذكور فقط، كقياديين رسميين يعرفون مايصلح لرعاياهم الإناث ولقطعانهم من أغنام وأبقار وأملاك..دون أن يسمح لها بالمشاركة على الأقل فيما يتعلق بها كإنسان ...لكنها لم تصل بعد حسب هذه القوانين إلى درجة " مواطن" أو درجة " إنسان" ..لأن المواطن الإنسان يقرر ، له حرية، يملك صلاحية على نفسه وكيف يريد أن يرتدي ثيابه، لايحتاج لوكيل وولي أمر حين يكون بالغاً راشداً، ... يختار...فحق الاختيار في أوطاننا محروم على الجميع ذكوراً وإناثاً بشكله ومعناه السياسي الواسع..إنما الممنوعات الواقعة على المرأة تفوق بأضعاف مايتعرض له الرجل، وغالباً ماتدفع ثمن كونها زوجة له أثمان فادحة أمام قانون يظلمه فتحمل وطأة الظلم كزوجة وأم ومسؤولة عن أسرة، وكأب لأسرة ذهب رجلها إلى عالم مجهولات وطننا العربي وما أكثرها، وتتعدى الممنوعات حدود الوطن ودائرته لتنتقل إلى محافل الدول والكون...خاصة عندما تكون امرأة مسلمة!. تناقش أمورها في البرلمانات ...ويصوت على طريقة لباسها...حين تكون مسلمة...في غير وطنها، كون وضعها يسيء للمرأة مواطنة البلد المضيف المساوية لها...وأكثر مرارة حين تكون مسلمة في وطنها الأم...تُرسَم لها خطوطها وحدودها القانونية، الشخصية والعامة، ترتب لها طريقة مسلكها في إدارة حياتها وأدق تفاصيلها يبدو أن الثقة فيها معدومة منذ أن اعتبرت " قاصرة عقل ودين" ومنذ أن كانت موضوعاً فقهياً يشذ بسهولة ويجب تقييده ففي حركتها انعدام بركة ، في صوتها إغواء وفي ثنيات جسدها إغراء ، في عيونها شهوة...وفي ضحكتها خروج عن الأدب والأخلاق..في علمها وعملها إخلال بميزان الذكورة...لأنها ستخرج للهواء ترى وتسمع وتقرأ وتقارع الرجال وتتجاوزهم..هنا تصبح خطرة على كل الأديان ، لأنها جميعها دون استثناء ذكورية بجدارة، لكن الأديان الأخرى قبلت أن تنحصر سلطتها على العبادة والإيمان وأن تقربه من الخالق يُكسب روحه الأمان والاطمئنان لمن أراد، إلا الدين الإسلامي، الذي مازال يحكمنا منذ أربعة عشر قرناً ونيف، بل ويريد علماءه قيادتنا كالأنعام وإعادتنا لعصور ابن تيمية والغزالي وما فرخته أفكارهم من قرضاوي إلى طنطاوي فوهابي ، ومن فقيه إلى سيد، فكوكي وبوطي ، الجميع يصول ويجول ، يمسك باليمنى سيفاً وباليسرى كتاباً يقول أنه كتاب الله.. به يعمل وعلينا أن نتبع ...يطبع الدولة وأجهزتها ويبرمج النساء ويعد المعاهد والمساجد ليتمكن من صيدنا تحت عمامته أو جبته...ومن احتضاننا حورا عيناً تعمل على إرضاء هوسه ومرضه ، لاتتدخل الدولة بل تبارك وتتفرج...لأنها به تحارب وتكسب ومن خلال تأييده تضمن البقاء ...التدخل يتم ضد المرأة قانونياً وتقليدياً من الدولة إلى المجتمع فالأسرة ..فسيادة الزوج القوام عليها!. في فرنسا ، وباعتبارها دولة علمانية، لاتسمح بمظاهر تسيء لصورة رسمتها عبر نضالات طويلة وشاقة سقط في ميادين بنائها ضحايا من النساء والرجال كي تقف هذه العلمانية على قدميها ،تحمي مواطنيها وتقيم العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد دون أن يطغى حق شخص على الآخر والجميع يتساوى أمام قانون اختاروه...لهذا صوت البرلمانيون الفرنسيون على منع النقاب بنسبة كبيرة ونادرة 335 صوتاً موافقاً على منع هذه الظاهرة في الدوائر العامة وفي الشارع معرضاً المخالفة لعقوبات مادية ولزوجها الفارض عليها دون رغبتها عقوبة أقسى تصل للسجن ولغرامة كبيرة.. عندما بدأت فرنسا تعد العدة لطرح هذا الموضوع على طاولة النقاش القانوني، قامت قيامة علماء الإسلام ومنظريه وشرعت الفتاوي والتجريم بحق فرنسا " أم الحرية وحقوق الإنسان"!...وكأن النقاب حق إنساني أو ممارسة لحرية شخصية!، لأني أرى فيه إعتداء شنيعاً وشرساً على حرية المرأة وإنسانيتها، إنها حرية استعباد إنسان، يمنح الحرية لنظام، لقانون، أو لشخص أن يمتهن كرامة إنسان آخر وأن يُحَوِّله لمجرد شيء...يملكه ويحق له أن يفعل به مايشاء ..أن يسجنه باسم القانون الشرعي داخل قفص أو داخل كيس، أن يضعه في زنزانة منفردة تحت اسم القانون الإلهي، أو أن يلفه كقطعة أثرية داخل علبة من القماش الأسود دون أن يسمح له حتى بمساحة من الرؤيا والحركة ، فهل تملك المنقبة حرية الجري والقفز وممارسة رياضة ما؟ هل تستطيع أن تسبح أو تتنفس إلا من خلف قضبان قماشية متعددة الطبقات أو الشِباك؟..هل تملك حرية ركوب دراجة نارية أو هوائية بهذا الجلباب وقفازات لاعب البوكس؟ هل تستطيع أن تمارس مهنة سائق شاحنة أو مترو أو باص أو طائرة ؟، سيقول بعض السلفيين وما حاجتها لهذه المهن؟!...لاشك أنهم يريدونها عبدة للخدمة والتكاثر والانفجار السكاني تقبع تحت قدمي الرجل وتؤدي له فروض الطاعة وتسمح له باستلابها واسترقاقها،حين يقال أنها اختارت مقتنعة وراضية نعم إنه رضا العبد وطاعته لسيده...لأنها تلقنت ثقافة محددة وموجهة لتكون عبدة رقيقاً ، وبهذا تنتهي كإنسانة منتجة يقف مجتمعها على قدم ذكورية واحدة لاتكفي لتقدم مجتمعات ولا لحداثة أمم ولا لنهضة شعوب ولا لحريات إبداع فكري أو تكنولوجي...سيظل مجتمعاً ناقصا مبتوراً .. حين لاتكون أطراف الإنسان حرة الحركة وتقاسيم وجهه معبرة عما يريد أن يقول ويحق له أن يقول دون تعليمات هابطة باسم الله .. وماهي منه بشيء...، إلا لزيادة من التابعية والعبودية لذكور سُدت أمامهم كل أبواب النجاح فوجدوا ضالتهم في المرأة ليسقطوا عليها كل أسباب فشلهم ، فجعلوا منها" ابن سبأ" ..على رأي السيد القمني .. جديد يحمل الفتنة الكبرى الثانية ، التي تمنع عليهم نصرهم المؤزر ضد العدو الصهيوني، فتشل عقولهم المربوطة بجسدها عن النضال والكفاح، والقدرة على التركيز في رسم الخطط المقاوِمَة الممانعة ضد العدو ، لأن جسدها يشفط عقلهم ويلهيهم عن قضية التحرير ويسلبهم إرادتهم فتخرج خططهم مهلهلة مليئة بالثقوب والمثالب مما يسهل على العدو اختراق حصونهم...لهذايجب إما أن يستخدموه كحشوة متفجرة لأنه لايساوي بنظرهم أية قيمة إنسانية، أو يسعوا مخلصين لأنفسهم مؤكدين على قدراتهم التفوقية بالعمل على تحصين إناثهم في شراشف " عفة وطهارة" تبعدها عن شر شبقهم وتحصنها ضد الشهوة واستقطاب أو إثارة شهواتهم الغرائزية" ضعيفة البنية التحتية ، تهين عزيمتهم وتبخس من صمودهم سريع الركوع والعطب أمام ساق امرأة أو وجه مليح أو شعر حر برأس يحمل حرية القول والفعل ...وهنا تكمن خطورته على سيادتهم...فتسعى قوانينهم لضبط أمواج التحرر النسائي والحد من قدرات المرأة على فك رموز وقيود مجتمعها لتكون إنسانة مساوية لهم في المواطنة وبناء وصنع الحياة...لأنها صنيعتها الأولى. أما في سوريا، فقد هللت الكثير من الأصوات وصفقت لِ" علمانية النظام السوري "! ودعمه لها لأنه بدأ يتخذ قرارات مختلفة عما فعله بالمرأة السورية خلال مايعادل نصف قرن مضى..هذه القرارات ، التي عنت المرأة المنقبة مانعة إياها من الظهور بنقابها في ساحة التعليم وفي الحرم الجامعي السوري، قرار صدر عن وزير التربية ، تلاه قرار آخر صادر عن وزير التعليم العالي " غياث بركات" العودة لموقع كلنا شركاء لكن القرار الثاني لم يتعلق فقط بالمنقبات، بل جاء ليطال بتدليسه وتلميعه خشية وخوفا من أسلمة سادت وطال ذراعها ..كان هو مربيها وصانعها ومُسَخرها...طال قرار وزير التعليم العالي المنقبات و" السافرات"! دون أن يحدد معنى( السفور) ومايقصده ، فهل سيمنع من ترتدي بنطال الجينز وتطلق شعرها ليتنفس ؟ أم أنه يعني من ترتدي تنورة تظهر ركبتها...وتشفط بها عيون الأستاذ والطالب؟! ، من سيحدد المعنى الواسع الفضفاض في قرار السيد الوزير؟، هل هو المثقف الرفيق الحارس الواقف على مدخل الحرم الجامعي ؟! فيستخدم قرار سيادة الوزير كوسيلة قذرة للوصول لمآربه مع أي فتاة سافرة تمر به ويعجب...فيحلو له أن يطبق عليها قرارك ياسيادة الوزير ، فإما تنصاع للخروج معه أو يُحَولها لمكتب إتحاد الطلبة في الجامعة وهذا الأخير ..سمعته تسبقه وتصرخ بأن من تُستدعى إليه تصبح كالممسوسة وسينظر إليها شزراً ، وكأنها صاحبة سوابق ؟ كتبت الصحف عن مساومات وتهديدات وشكاوي لطالبات ضد حراس الأبواب سابقاً ..ما يحملني على السخرية هو نوع رجالنا...كيف تضعف شعورهم وتوهنه تنورة أنثى؟ وكيف تقلب موازين أعصابه صدرية فتاة حرة تملك نفسها وجسدها وتمارس حقها في التصرف به باعتباره لها لا للغير ولا كعورة ولا كمصدر إغراء وجنس...فماهو الفارق بين جسد الرجل وجسد المرأة؟ فعندما يكون الرجل جميلا...لماذا لايوصف بالعورة ولا يخل بتوازن عقل المرأة ويوهن وطنيتها وشعورها القومي أو الحسي فتقفز من مقعدها وتمسك بتلابيب قميصه تأكلها الشهوة وتتقمصها الرغبة الجنسية؟!...هل يعني الأمر أنها أكثر تماسكاً وترابطاً نفسياً؟ بينما ديوكنا هشة ضعيفة كقشة في مهب الريح؟ ...لماذا لانرى مثل هذه الأمور هنا ، خاصة في فصل الصيف وقد تخفف الجميع من عدد قطع ثياب يرتدونها أومن سماكتها ...وحجمها؟...هل لهم قدرات وهبتهم إياها سماءهم ودينهم تختلف عما لدى رجالنا ونساءنا؟. أليس معيباً أن نسقط الفتنة على جسد المرأة؟ أي شعوب هذه التي يفتنها جسد تُحَّمله أوزار فشلها السياسي والاجتماعي والاقتصادي؟ أم أنها لعبة سياسية لإدارة دفة الاهتمام عن خراب آخر أشد إيلاماً وأكثر فداحة...؟ ماهي هذه القضايا؟ للعلم فقط أضع أمام عيونكم نماذج صغيرة تنشرها مواقع مقربة من النظام وصحف ملتصقة وناطقة بلسان حاله " سيريا نيوز، كلنا شركاء، الوطن السورية". على سبيل المثال لا الحصر: " منظمة بيت الحرية " فريدوم هاوس" صنفت سورية ضمن " أسوأ الأسوأ " من حيث انتهاكات حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات، إلى جانب تشاد ، لاوس، كوريا الشمالية! العجز في الميزان التجاري السوري لعام 2009 يعادل 6 مليار دولار وذلك حسب التقرير العربي المتناقض طبعاً مع التقارير الاقتصادية السورية، التي تقول أن العجز يساوي 132 مليار ليرة سورية!. رغم كل شيء فلسنا ضد هذه القرارات ، إن جاءت وصبت فعلا في مجرى تحول وتغيير يتوجه نحو الانفتاح على المواطن وعلى وضع الثقافة المهتريء والمتآكل، بل المنسلخ عن جذوره وتقاليده السورية ، والذي يجنح إلى تطرف أصولي مستورد ومبرمج وهابياً أو إيرانياً، نأمل أن نرى سورية التي عرفناها وكبرنا فيها ، خالية من العمى الديني الأصولي والعمى الثقافي، خالية من التشنج منتجة لمفكرين كبار ومصلحين حملوا راية النهضة..فبلد أنتج عبد الرحمن الكواكبي ، البارحة، ومحمد شحرور وجودت سعيد اليوم...لا مكان فيه لقرضاوي وأعوانه، ولا لتابعي ومُقدسي علماء سودوا صفحات الاسلام أكثر مما جددوا وطوروا بها أمثال ابن تيمية...نريد بلداً يقلب صفحة النقل ويعتمد تجليات العقل...بلداً لايهرع معارضيه للتصفيق تحت يافطة العروبة والقومية لحماس وحزب الله، ومالف لفهم، فيغدو علماني البارحة صديق ودود مع من قال له يوماً "لاتدافع عني..فأنا كفيل بتغيير النظام وماعليك إلا الدخول لجحرك العلماني، وسيأتي عليك الدور"، هل تغير فعلا توجه هؤلاء؟ هل يريدون فعلا وطناً واحداً ملونأ لكل مواطنيه؟ هل يقبلون بالديمقراطية ومشروعيتها كاستراتيجية وتكتيك مرحلي، يقفزون عليه حين تأتي مرحلة الحصاد؟ هل يؤتمن جانب من سفح دماً بريئاً البارحة وكان ذئباً قاتلا ، فتحول بفعل القمع إلى حمل وديع؟ أم أنه ينتظر لحظة الاصطياد وعودة المطاردة لإعلان حروب الردة...على كل مختلف؟ إنها مرحلة نقاب متنوع الوجوه ومتعدد السياسات، يتطلب الوضوح في الفكر والموقف... يجب أن تخلع أقنعة الزيف والقبول والرضا، ونحن نرى أن النوايا ليست صافية ولا حسنة ، بل تبطن غير ماتظهر ، فهل من درس وعظة؟. بقدر ما نؤيد مثل هذه القرارات ونأمل أن تتبع بنشر ثقافة علمانية ومجتمعية توازي وتوازن بين قبول واستقبال الجديد الطاريء وقد خربته نفس الأيدي منذ عقود! وبين إعادة نظر في المناهج التعليمية والإدارية وتخريج آلاف المعلمين الجهلة، وإعادة النظر في الحرب المشرعة على كل فكر علماني يريد أن يرى سورية وطناً للجميع...وأن يقف الدين على مسافة من السياسة، فالدين لله والوطن للجميع... لكن مع هذا يجب ألا تستغفلنا مثل هذه القرارات وعلينا قراءة ماتخفيه وراءها من أسباب دفعت النظام السوري لاتخاذها اليوم بالذات! ...نقتبس من موقع كلنا شركاء الخبر كما جاء في بدايته ومَن يقف وراء انتشار المدارس الدينية الخاصة ، ومَن يشجع عليها وكيف انتشرت كالنار في هشيم مجتمع قابل للانفجار بين لحظة وأخرى.. نشرت كلنا شركاء بتاريخ 19/7/2010 ملابسات القرار : ( كشفت مصادر قريبة من الجهة ، التي أصدرت قرار حظر النقاب ل" كلنا شركاء" أنه وبالرغم مما هو معلن عن توقف تحويل رخض المدارس المؤممة إلى مدارس ابتدائية خاصة منذ فترة طويلة،، إلا أن إحصاءات رسمية تبين نمو عدد تلاكذة المدارس الخاصة...وأنه نسبتهم في دمشق مثلا 25 30 بالمئة من مجموع تلاميذ المرحلة وأوضحت المصادر المطلعة أن جهات دينية تسيطر على معظم هذه المدارس وعددها بلغ حتى الآن 200 مدرسة!ومعظمها أنشيء بطرق ملتوية أيام وزير التربية الأسبق " غسان . ح "، وأشارت نفس المصادر المطلعة أن جميع معلمات هذه المدارس ومديراتها منقبات وتلميذات عند داعيات إسلاميات، وتضيف هذه المدارس دروساً دينية إضافية على المناهج المقررة من وزارة التربية السورية) انتهى الاقتباس. وكمثال مدرسة البوادر ومدرسة عمر بن الخطاب ...ولكم أن تعودوا للخبر كي تتحفكم تتمته ..وتتعرفون على الشخصيات الرسمية الهامة وعلى دوائر تتستر وتدعم سواء تربوية أم أمنية!، تدعم انتشار المنقبات ومدارسهن ولا تعرف السلطة ما يجري داخلها وتحافظ على سرية كبيرة ..الخ. هنا نفهم الأسباب، عندما بدأت تكتشف أذرعة الفاعلين وتكشف عدم معرفة المسؤولين عمايدور داخل هذه المدارس ، وعندما بدأت الكثير من شكاوي الأهل تصل للدوائر الرسمية عن طرق التخويف والترهيب والوسائل المرعبة ، التي تتبعها المعلمة المنقبة مع تلميذ يرى كوابيس ليلية تسلب منه طفولته وبراءته، وتطلب المعلمة من التلاميذ أن يفرضوا على أمهاتهم التنقب لحمايتهن من نار جهنم! كيف تكون سورية علمانية وتحوي كل هذا التشويه؟ كيف يكون حزب البعث علماني ويقف الكثير من رجالاته ورؤساء فروعه ومدراء تربية في محافظاته إلى دعم وتشجيع انتشار هذه المدارس؟...كم من الوجوه المقنعة يحمل هؤلاء؟ وكم من الخراب أحدثوا؟ هل يمكن بسهولة تلافي عقود من الظلامية وتظليم عقول أجيال عديدة نشأت على أيدي تعليم يقصد فيه التجهيل؟ كيف سمح ومازال يسمح هذا النظام لنفسه أن يدعي علمانية تقتل المرأة وينتج قوانين تشجع على قتلها وينشيء أجيال تقمعها وتتملكها كعبدة...بينما يمنع مؤتمر عن العلمانية كان يجب أن يقام في دمشق " عاصمة الثقافة"! هل يكفي منع النقاب إن لم يتبعه تغييرفي المنهاج التربوي وتدريب مربين صالحين كفوئين، ثم أليس الجلباب والحجاب والتشادور وعباية الخليج ، وملاية ستي كلها تصب في نفس الحقل وتبذر نفس البذار؟ هل هي صحوة تشبه صحوة الثمانينات؟!، أم أنها خبطة صحفية وسبق لكسب موقف وتلميع صورة النظام عند الغرب؟ هل هي فعلا موقف لإعادة سورية لدرب الصواب؟ وهذا آخر مايمكنني تصوره...لأن من يدعم أحزاب تقوم على أساس ديني كحزب الله وحماس والجهاد..أي تمسك مجد التحكم والدعم من شقيه السني والشيعي .. لايمكنها أن تمنع حجاب أو نقاب كانت الأولى في الطبطبة على ظهره وحمايته ورعايته ، بينما تقمع كل فكر علماني ديمقراطي حر وتزج بحامليه في غياهب السجون وتتهمهم ب" إضعاف الشعور القومي ووهن عزيمة الأمة، أو نشر أنباء كاذبة"!، لماذا لاتنشر القبيسيات أنباء كاذبة؟ لماذا لاتنشر مثل هذه المدارس أنباء كاذبة ولا تضعف الروابط الوطنية وهي التي تمنع تلاقي الجار بجاره وتقيم أكبر مدرسة دينية تتضخم وتحميها أجهزة النظام في باب شرقي " صاحب الأغلبية المسيحية"؟!! هل يمكن أن نشرع في بناء تعليمي جديد يعتمد الكوتا في توزيع نسبة المحجبات والسافرات على المدارس بينما أكثرية النائبات البعثيات في مجلس الشعب " محجبات" كيف تستوي علمانيتهن البعثية مع حجابهن الشرعي؟ وماذا سينتج من قوانين يصوتن عليها تنصف المرأة السورية وتغير بقانون الأحوال الشخصية؟ نقبوا فيما خفي وهو الأعظم قبل أن تصفقوا للمشهد المُلَمع، ولاندري مايخفيه تحت عباءة قوانين كان يجب ألا تحتاج إليها سوريا، لو كانت فيها وفي حزبها الحاكم شيئاً من العلمانية. [email protected]