صدر مؤخرا في مدينة تطوان المغربية كتاب موسيقي يحمل عنوان "العائش في النغم. الموسيقار مصطفى عائشة الرحماني" للدكتورة سعاد أنقار. والمرحوم مصطفى عائشة الرحماني فنان عُرف بتأليفه للموسيقى الكلاسية واشتغاله بقوالب غربية من قبيل السويت والسيمفونية والسوناتة والباليه والفوغة وغيرها. وقد ترك رحمه الله عددا كبيرا من الأعمال الموسيقية ذات الحس الفني الرفيع والتأليف الموسيقي المدروس. ورغم كثرة أعمال هذا المؤلف وعمق معانيها إلا أنه لم يُعرف بالطريقة التي كان ينبغي أن يُعرف بها في الوسط الموسيقي العربي والغربي، وإنما ظل موسيقيا منسيا في كثير من المناسبات والمحافل الفنية. تقول مؤلفة الكتاب: «حياة وأعمال موسيقيينا يجب أن تدون وتحفظ صفحاتها للتاريخ ولأجيالنا المقبلة. ولأن مصطفى عائشة تجربة رائعة بين تجارب الموسيقى المغربية الأصيلة فقد تطرق هذا الكتاب إلى بعض مما عاشه هذا الموسيقار الكبير في حياته، وإلى كثير مما ألفه من أعمال. هذا الكتاب عتبة أولى نتمنى من خلالها أن تفتح الأبواب على أنغام مؤلفين مغاربة كلاسيين حتى توثق أعمالهم ومراحل حياتهم لتكون شاهدا في المستقبل على نمط رفيع من أنماط الموسيقى الأصيلة المتداولة في بلادنا». يتكون الكتاب من أربعة أبواب تناول أولها محطات فنية من سيرة الراحل مصطفى عائشة المولود بمدينة تطوان سنة 1944: شهاداته العليا في الموسيقى، رسائله مع شخصيات عربية وغربية، اهتماماته الشعرية والتشكيلية والمسرحيةوالنقدية،صداقاته، تجاربه الفنية المختلفة، وأخيرا وفاته بالمدينة نفسها سنة 2008. أما الباب الثاني فقد تضمن مقالات نقدية وتحليلية لبعض أعمال مصطفى عائشة منها مقطوعات "ثلاثة مشكالات"، وشريط "الأندلس- ذكريات"، ومعزوفتي "أغنية-رقصة" و"غراميات في حدائق الأندلس". وفي الباب الثالث عمدت الكاتبة إلى رصد بيبليوغرافي لعدد ضخم من أعمال مصطفى عائشة سواء المنشورة والمسجلة أم تلك التي لا تزال تنتظر بين أدراج مكتبته. ولم تنحصر أعمال مصطفى عائشة في المجال الموسيقي وحده وإنما تعدته إلى المسرح، والترجمة، والمقالة وغيرها. وضم الباب الرابعوالأخير من الكتاب صورا لمصطفى عائشة مع أصدقائه، ومع مجموعة من الفنانين في عروض ومناسبات موسيقية مختلفة، وأيضا صورا لأغلفة كتبه وأشرطته الموسيقية، وصورا لنماذج من الرسائل التي تبادلها مع شخصيات عربية وغربية من قبيل الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي، والمستعرب الإسباني فرناندو دي أغريدا، وغيرهما. الكتاب مؤلف مهم ينضاف إلى خزانة الكتب الموسيقية المغربية. جاء في 129 صفحة من الحجم المتوسط وقد حملت صورة غلافه بورتريها معبِّرا للفنان التشكيلي بوزيد بوعبيد. (لتواصل مع الدكتورة سعاد أنقار[email protected]) + كاتب وباحث مغربي.