استضافت قناة الرياضية، في إطار مواكبتها الإعلامية لمباراة الديربي الكلاسيكي رقم 108 بين الوداد الرياضي و الرجاء البيضاوي، كل من مطربي الغناء الشعبي، سعيد الصنهاجي و عادل الميلودي، المعروفين داخل الأوساط الكروية، بعشقهما للحمراء و الخضراء على التوالي، من أجل الحديث عن أم المواجهات. رصدنا وقائع حلقة ليلة أمس من برنامج كلاسيكو بلوس، فتأكد لنا و بكل صدق و أمانة، أن إعلاميا المرئي غارق في بحر التخلف و الميوعة، التي تصل حد التفوه بكلمات سوقية و تخدش الحياء ، لا ينبغي بأي حال من الأحوال استعمالها في برنامج رياضي مباشر، موجه للأسر المغربية، و ليس لعشاق العلب الليلية، كما بدا واضحا و فاضحا، أثناء فترات البرنامج. لست ضد الفن و الفنانين، و لست من هواة الصيد في المياه الآسنة، كما هو حال الكثيرين، لكن ما حملته حلقة الأمس من برنامج كلاسيكو بلوس، فاق الحدود المعقولة و المقبولة، و لن ينبغي السكوت عليه، و تركه يمر مرور الكرام، و ما تناقلته المنتديات الإلكترونية المغربية و العربية ليلة أمس و صباح اليوم، خير دليل على ما نذهب إليه، حيث الاستياء التام، هو السائد عند الأغلبية الساحقة، التي تابعت حلقة أمس من برنامج رياضي، تحول بقدرة قادر لما يشبه سهرة بإحدى العلب الليلية لعين الذئاب بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء. الذين تابعوا برنامج خصص أصلا لمباراة الوداد و الرجاء، ظنوا أنهم أخطئوا القناة و التوقيت، و تأكدوا أنهم يتابعون حلقة شبيهة من حلقات برنامج سهران معك الليلة، الذي تقدمه القناة الثانية ( دوزيم ) ليلة كل سبت، و المخصص للفن و الفنانين. بالأمس، تأكد لمن لا زالت بداخله بذرة شك واحدة، أن الطاقم الصحفي لقناة الرياضية، يفتقد للمهنية و التجربة المطلوبة في التنشيط و التقديم التلفزيونيين، خاصة إذا كان البث مباشرا ، حيث يظهر الارتباك جليا على معدي و مقدمي البرنامج، و الأسئلة التي تم طرحها على ضيفي البرنامج طغى عليها الغباء، كل هذا و غيره كثير منح للحلقة مزيجا من الرداءة و الرتابة. خلاصة القول، المشاهد المغربي عموما و الرياضي على وجه الخصوص، لا زال حالما بقنوات تحترم ذكائه، و تلبي طلباته في متابعة تلفزية بمواصفات الجودة، لأنه ببساطة هو من يمول مصاريف هذه القنوات، من خلال الضرائب التي يؤديها نهاية كل شهر، من ماله الخاص، حتى لو لم يكن يتوفر على جهاز التلفاز أصلا.