تعددت الأسباب المروج لها بخصوص الأزمة التي تعصف بموقع إسلام أون لاين، والتي أفضت إلى نقل مقر إدارة لموقع من مصر إلى قطر، بين أسباب تتحدث عن ضغوط أمريكية على قطر، وقراءات أخرى تصب في الحديث عن أزمة سياسية بين قطر ومصر، إلى درجة الحديث عن تنافس قطري من حيث التمويل، مصري من حيث التوجه، على إدارة وسيلة إعلامية باتت تجتذب أعدادا كبيرة من المتصفحين في الموقع، إضافة إلى أن حسابات تمويل القرضاوي لإنشاء الموقع قبل عشر سنوات، اختلفت جليا عن التطورات التي طالت الموقع اليوم، ولو أن الموقع أصبح يُلقب بأنه أصبح "وسيلة حقيقية لإسماع صوت مسلم للعالم الخارجي عبر خدمة اللغات المختلفة التي يقدمه". جاءت آخر القراءات، وتبدو أكثر جدية وأقرب لتفسير ما جرى، من خلال الحديث عن تصاعد غضب التيار السلفي المتحكم في جمعية البلاغ الثقافية القطرية، صاحبة الموقع، وذلك جراء ارتفاع "جرأة الانفتاح" في الموقع، وغضبه أيضا من الأطروحات الإسلامية المعتدلة للقرضاوي الذي يعتبر أحد المشايخ الإسلاميين المعتدلين، في قارة الخليج السلفية المتشددة. وحسب ذات القراءة، فقد تعددت معالم سخط التيار السلفي لجمعية الدعوة خلال الآونة الأخيرة، وخاصة بعد نشر الموقع لموضوع عن المرأة والجنس، وأيضا، نشر صورة امرأة غير محجبة، وكلها ملفات ذات حساسية كبيرة لدى الحركات السلفية بشكل عام. وما يغذي هذه الرواية التفسيرية، بخصوص التشدد السلفي لجمعية البلاغ الذي يقف وراء تفجير الأزمة، ما أشار إليه الباحث والفاعل الإسلامي المصري الشهير جمال سلطان، ولو أنه صنف في خانة الكلام "بالغ السوء واللامسؤولية الهجوم على جمعية البلاغ ورميها بأنها "سلفية" التوجه، وكون هذا سبب رفضها لتوجهات الموقع، وهو كلام إن صح، يضيف سلطان، فهو يعني أن المشرفين على الموقع كان لهم موقف عدائي مستبطن فعلا تجاه تيارات الأمة الفكرية، وهذا يضر بهم ولا ينفع.