دعا رئيس التجمع الوطني للأحرار السيد صلاح الدين مزوار اليوم السبت بسطات إلى بناء تحالفات حزبية تحترم التجانس الإيديولوجي والهويات الحزبية الخالصة. وقال السيد مزوار، في كلمة له خلال افتتاح أشغال الجامعة الجهوية للشاوية ورديغة التي ينظمها حزب التجمع الوطني للأحرار تحت شعار "الليبيرالية الاجتماعية: هوية تجمع متجدد"، إن التجمع مستعد لكل أشكال التعاون الإيجابي على أساس التجانس الموضوعي والواقعية البراغماتية ، مشيرا إلى رفض حزبه لكل التحالفات التي لا تحترم التوافق في الأهداف والقيم. وأوضح أن التجانس يعني الالتقاء على القيم والأهداف، فيما تقوم الواقعية البراغماتية على الانفكاك عن منطق أسبقية الذات والتصنيفات الكلاسيكية للأحزاب. وشدد السيد مزوار في هذا الإطار على ضرورة التزام الأحزاب الوطنية بالشفافية والوضوح في الاختيارات في إطار الدينامية التي يشهدها المشهد السياسي الراهن عبر تحالفات تحترم القيم الإيديولوجية لكل تشكيل سياسي بما يخدم المصلحة العليا للوطن. وفي معرض حديثه عن غياب الشفافية والوضوح في اختيارات بعض الأحزاب، والانقسام والتشتت الذي تعاني منه الأسرة الحزبية، ألح السيد مزوار على ضرورة إعادة صياغة الهويات الحزبية وهي، كما يرى، السبيل الوحيد لإعادة الثقة للناخبين والخروج من حالة العزوف التي ميزت الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة. واعتبر رئيس التجمع الوطني للأحرار أن تنظيم الجامعة الجهوية للحزب بسطات، التي تعد ثالث محطة بعد كل من طنجة والرباط، يعكس إيمان الحزب بأهمية الانفتاح على كل المناضلين ورغبته في إشراك كل القوى الفاعلة والمثقفين في مختلف جهات المملكة في المبادرات الرامية إلى خلق نوع من الدينامية في صفوف التجمع الوطني للأحرار. وتابع أن هذه الخطوة تتوخى وضع قطيعة مع التدبير الكلاسيكي لشؤون الحزب والذي تغيب فيه الرؤية الحكيمة وتنعدم فيه القدرة على بلورة مقاربة تنظيمية تستجيب لمقتضيات الدمقراطية الداخلية وذلك من أجل إيجاد وعاء للاختلاف والتفاعل البناء من خلال استراتيجية تقوم على توسيع قاعدة المشاركة وتحرص على مأسسة القرار والمحاسبة والمساءلة وفاء لشعار المؤتمر الأخير للحزب "حزب جديد في عهد جديد". وتوزعت أشغال الجامعة، التي عرفت مشاركة أغلبية أعضاء المكتب السياسي للحزب، على ثلاث ورشات ستتمحور حول "الجهوية: المضمون والآفاق" و"الليبيرالية الاجتماعية كخيار مذهبي لتجمع موحد ومتجدد : قراءة في مسارات الهيكلة الجديدة" و"الإسقاطات السوسيو اقتصادية للمخطط الأخضر على جهة الشاوية ورديغة".