يبدو هذا العنوان أقرب إلى مؤلفات الخيال العلمي، ولكن ما جرى مطلع هذا الأسبوع بالدارالبيضاء، يقترب كثيرا من دلالاته، أن جمعية النصير المعروف عنها مساندة عائلات المعتقلين السلفيين في المغرب، على خلفية اعتداءات الدارالبيضاء الإرهابية، حظيت مؤخرا (حسب مصادر جريدة "المساء" التي أوردت الخبر في عددها الصادر يوم الأربعاء 17 مارس الجاري) بزيارة وفد رفيع المستوى من السفارة الأمريكية، ليس فقط من أجل الاطلاع على أحوال عائلات المعتقلين الإسلاميين، كماي بدو للوهلة الأولى، ولكن أيضا من أجل الاستفسار عن فحوى وخلفيات وثيقة "أنصفونا" التي صدرت مؤخرا عن عبد الوهاب رفيقي، الملقب بأبي حفص، والتي تعتبر إحدى مراجعات التيار السلفي المتشدد بالمغرب، بحكم أنها أكدت الاعتراف بشرعية المؤسسة الملكية ونبذ العنف واستنكار العمليات المسلحة والرفض الكلي لتكفير المجتمع. وتعد هذه المرة أول مرة يقوم بها وفد أمريكي رسمي رفيع المستوى من السفارة الأمريكية، بزيارة لإحدى الجمعيات المقربة من المعتقلين السلفيين، وتقدمهم قنصلها المعتمد بالدارالبيضاء. وكانت وثيقة "أنصفونا" قد أكدت على تحقيق ستة أهداف تدعو إلى الوسطية، وتبرئة المعتنقين للمنهج الوسطي، وفتح قنوات التواصل من أجل حل الملف الشائك، وتنوير الرأي العام بكل مراحل الملف وحيثياته وإشكالاته وتصنيفاته وتحدياته، مشددة على عشرة مبادئ أساسية للمبادرة. كما قدمت المبادرة العلمية تأصيلات شرعية لمبادئها العشرة، تم التمهيد للحديث عنها بطرح أسئلة محورية منها مثلا: لماذا نعتز بالإسلام؟ ولماذا ندعو لتحكيم الشريعة الإسلامية؟ ولماذا ندافع عن قيم الإسلام؟ ولماذا نحرص على تزكية النفوس؟ ولماذا نناصر قضايا المسلمين؟ ولماذا نستنكر العمليات المسلحة؟ ولماذا لا نكفر المجتمع؟ ولماذا لا نعارض النظام الملكي؟ ولماذا نقدر كل العاملين في حقل الدعوة الإسلامية؟ ولماذا ندعو للتواصل مع الفعاليات المدنية؟ كما حددت الوثيقة أربعة شروط للانضواء تحت مظلة المبادرة والانضمام إليها: أولها: أن يكون المنضم معتقلا ضمن ملف ما سمي إعلاميا ب"السلفية الجهادية". ثانيها: أن يكون مقتنعا بمبادئ المبادرة وبنودها العشرة. وثالثها: أن يكون صادقا في اقتناعه بهذه البنود، لا يؤمن بالتقية، ومستعدا للمساءلة على ذلك أمام الله تعالى. والشرط الرابع: أن يلتزم بكل بنود المبادرة وشروطها وضوابطها.