أكد باحثون في مؤتمر حول اللغة العربية بفاس أن النهوض باللغة العربية بالمغرب رهين بإنشاء مؤسسات متخصصة. ودعا المشاركون، في لقاء نظمته على مدى يومين جامعة سيدي محمد بن عبد الله بشراكة مع جمعية حماية اللغة العربية إلى تفعيل المؤسسات المعنية بمستقبل اللغة العربية وفي مقدمتها أكاديمة محمد السادس للغة العربية. وتعنى هذه الأكاديمية ببلورة مشروع لغوي وتربوي طموح يرمي إلى النهوض باللغة العربية وتعزيز دورها في التعليم والثقافة والعلوم والحياة اليومية. كما أبرز الباحثون ضرورة انخراط الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية في تبويء اللغة العربية موقعها الدستوري كلغة رسمية للبلاد والعمل على تعريب التعليم على مستوى جميع الأسلاك التعليمية. وشدد المشاركون أيضا على أهمية الدور الموكول إلى هيئات المجتمع المدني على صعيد حماية اللغة العربية واستخدامها في المرافق العمومية وشبه العمومية. وطالبوا باعتماد استراتيجية ثقافية تهدف إلى الارتقاء بمستوى اللغة العربية عبر تنظيم مسابقات لتشجيع الإبداع وإنجاز برامج تربوية وإعلامية مع الحاجة الماسة إلى مساهمة الإعلام في الاضطلاع بهذا المشروع الكبير. وأوصى اللقاء باعتماد استراتيجية علمية تتعلق بالتنوع اللغوي للبلاد وتحدد مكانة اللغة العربية داخل النسيج اللغوي كلغة ضامنة لوحدة المغاربة. وخلال اللقاء، الذي اختتم أمس الثلاثاء، تناول المشاركون مختلف المواضيع المتعلقة بدور اللغة العربية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد والعلاقة بين اللغة والهوية ودور وسائل الاعلام واللغات الوسيطة في هذا المشروع وإشكالية تعريب التعليم في المغرب.