أفادت الجريدة البانامية (لايستريا دي باناما) أن المباحثات الغير رسمية المنعقدة يومي 10 و11 فبراير الجاري بأرمونك بنيويرك، كشفت الممارسات المعرقلة لل`"بوليساريو"، وعدم رغبتها في البحث عن مخرج سياسي لقضية الصحراء. وكتبت الجريدة في عددها الصادر أول أمس الخميس "أن الانفصاليين أكدوا، الأسبوع الماضي، على خروقات مفترضة لحقوق الإنسان في الأقاليم الصحراوية بجنوب المغرب، لكنهم أخفوا في الوقت نفسه الممارسات المرتكبة داخل مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري" ، حيث أن المحتجزين " محرومون من التنقل إلى بلدان أخرى فضلا عن القيود التي يفرضوها على الزيارات الإنسانية عند ذويهم فوق التراب المغربي ". ففي مقال بقلم الصحفي ديميتريو أولا تشليغي، ذكرت الجريدة بأن "الجزائر رفضت مطالب الأممالمتحدة بإجراء إحصاء " يمكن من التحديد الحقيقي لعدد المحتجزين. فما تسعى الجزائر إلى تأكيده، تضيف الجريدة، هو" أطماعها في خلق دولة 'دمية' في الصحراء وتحقيق طموحاتها الإستراتيجية في الحصول على منفذ على المحيط الأطلسي". وبعدما أشارت إلى أن " الصحراويين فوق التراب المغربي يشاركون في انتخابات حرة ويختارون ممثليهم، وهو ما لا يتحقق بالمخيمات الجزائرية"، أكدت الجريدة أن "هذه الحقوق السياسية لا يتم احترامها من طرف البوليساريو، التي تحتكر، بوصفها حزبا وحيدا، كل القرارات"، مضيفة أنه "يترتب عن ذلك احتجاجات ومطالب بالعدالة والديمقراطية، ومطالب بتجديد الإدارة الحاكمة التي تحافظ على الوضع القائم بحكم أنها تستفيد من الوضعية غير الإنسانية لساكنة قضت 35 سنة تحت الخيام في الصحراء". وأشارت الجريدة إلى أنه في الوقت الذي تتحمل فيه الجزائر والبوليساريو مسؤولية تشتيت العائلات الصحراوية، فإن المغرب حقق تقدما على مستوى مواقفه من هذا النزاع". وأوضحت أن المبادرة المغربية بمنح حكم ذاتي تستجيب لاستشارة مع قطاعات تمثل الساكنة الصحراوية ولانتظارات المجموعة الدولية وذلك طبقا للشرعية الدولية ولروح التوافق. وسجلت (لايستريا دي باناما) " أن الجزائر والبوليساريو تنسفان الجهود الرامية إلى تعزيز وحدة دول شمال إفريقيا وتعرقل الحرب على تنظيم القاعدة والتي ما فتئ نفوذها وحضورها يتزايد في منطقة الصحراء ". وأضافت أنه "وكمساهمة في تسوية هذا النزاع، يتعين على الحكومة البانامية، كخطوة أولى تقليص مستوى علاقاتها مع البوليساريو على غرار ما قامت به كولومبيا وكوستاريكا والإكوادور والبراغواي والبيرو وجمهورية الدومينيكان"، والمطالبة بتمكين اللاجئين في المخيمات فوق جنوبالجزائر " من إسماع صوتهم وتمتيعهم بحق التصويت على القرارات التي تهم مصيرهم ودعم مقترح الحكم الذاتي الموسع". وقالت أيضا إن الحكومة البانمية مطالبة كذلك، لما فيه مصلحة باناما، بتوثيق علاقاتها مع المغرب وتعزيز اتفاقيات في قطاعات الموانئ والفلاحة والتجارة والثقافة والتعليم وكذا في المجالين الاجتماعي والسياسي، بحكم تكامل الأهداف الإستراتيجية بين البلدين.