12-2009 اهتمت الصحف الوطنية الصادرة، اليوم الخميس، بملف الوحدة الترابية للمملكة، فضلا عن مواضيع أخرى اقتصادية واجتماعية. وهكذا، أبرزت الصحف الوطنية استنكار الأحزاب السياسية لتصرف المدعوة أميناتو حيدر، وعن رفضها الخضوع لابتزاز هاته الانفصالية ومن تتحرك بإمرتهم، مشيرة إلى أن هاته الأحزاب عبرت بالإجماع أن هذه القضية لا يمكن أن تشكل موضوع تدخل خارجي. وأشارت الأحزاب، خلال اجتماع عقد الثلاثاء الماضي بمقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون مع الأمناء العامين وزعماء الأحزاب السياسية الوطنية، بكل توجهاتها حول التطورات الأخيرة لقضية الصحراء المغربية، إلى أن أمينتو حيدر هي التي أقحمت نفسها في هذه الوضعية خدمة لأجندة سياسية تم تحديدها من طرف مسخريها الخارجيين، علاوة على ذلك فإن رفضها لجميع المقترحات التي تقدمت بها السلطات الإسبانية تكشف عن نواياها الحقيقية. وأضافت الصحف أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري ذكر، خلال هذا الاجتماع الذي عقد بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أنه وأمام التقدم الذي أحرزه المغرب على الساحة الدولية لصالح مبادرته حول الحكم الذاتي، فإن خصوم الوحدة الترابية قاموا باعتماد استراتيجية سلبية، تقوم، في ذات الوقت، على عرقلة مسلسل المفاوضات بخصوص إيجاد حل سياسي وتحريفه، خصوصا من خلال الاستغلال الممنهج والخبيث لموضوع حقوق الإنسان. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (لوبينيون)، في افتتاحيتها، أن سلوك أميناتو حيدر، التي تخلت عن جنسيتها المغربية، يعد استفزازا لمشاعر كافة المغاربة، مشيرة إلى أن المملكة لا يمكنها أن تقبل "باسم حقوق الإنسان أن تنتهك كرامتها والإساءة إلى مشاعرها". وأبرزت الصحيفة أن "أميناتو حيدر قد اتخذت خيارا واستبعدت نفسها من المجتمع المغربي في الوقت الذي كانت تتمتع فيه بجميع الحقوق والحريات التي يكفلها الدستور"، مؤكدة أن "المغرب، البلد الحر والمستقل، لا يمكنه أن يقبل التدخل في شؤونه الداخلية، ويرفض كافة الضغوط التي يمكن أن يمارسها البعض لدفعه إلى إصدار جواز سفر لشخص ارتكب عملا من أعمال الخيانة". من جانبها، كتبت صحيفة (المنعطف)، في افتتاحيتها، أن "ما قامت به المسماة أمينتو حيدر يدخل في إطار الاستغلال الممنهج لمناخ الحريات وحقوق الإنسان الذي ينعم به المغرب وخاصة أقاليمه الجنوبية"، مشيرة إلى أن "هذه السلوكات تكشف عن النوايا الحقيقية التي تنم عن تحد للسلطات المغربية واستفزاز لمشاعر المغاربة".(يتبع) أما صحيفة (الاتحاد الاشتراكي) فأوضحت أن المغرب، بنبذه لكل أشكال الازدواجية والخلط وكل تساهل أو تنكيس للوطن والوطنية، اختار وبصراحة كبيرة لغة الحزم والصرامة في تعامله مع قضية وحدته الترابية، مشيرة إلى أن المملكة مدعوة اليوم إلى تعبئة المغاربة كلهم وتعبئة الدبلوماسية بكل جوانبها الشعبية منها والرسمية والحزبية والتحلي باليقظة وبروح الوحدة من أجل مواجهة استراتيجية خصوم وحدته الترابية. من جهتها، أشارت صحيفة (البيان) إلى أن الاجتماع الذي عقده السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون مع أمناء وقادة الأحزاب السياسية الوطنية، والرسالة التي وجهها سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي للمجموعة الأوروبية والتي دعا فيها الأخيرة إلى التحلي بالمسؤولية إزاء ما يستهدف المملكة من حملة تضليلية، تدل على شيء واحد وهو أن المغرب لا يتساهل في موضوع وحدته الترابية. وارتباطا بنفس الموضوع، ركزت الصحف اهتمامها بتصريحات رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السيد خليهن ولد الرشيد والتي أدان فيها ما قامت به المدعوة أميناتو حيدر من تصرفات عدائية تجاه الوحدة الترابية للمملكة. على صعيد آخر، تطرقت الصحف لعدد من المواضيع خاصة اجتماع مكتب مجلسي النواب والمستشارين الذي خصص لبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق والتكامل بين المجلسين في مختلف المجالات، وتوقيع اتفاقيات للشراكة لتفعيل أرضية التنقيط وبرنامجي مساندة وامتياز الموجهين للمقاولات الصغرى والمتوسطة، واليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذا إنجاز أهداف الألفية للتنمية. ثقافيا، اهتمت الصحف على الخصوص بحصول الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي على "جائزة غونكور 2009" للشعر عن مجموع أعماله. رياضيا، ركزت الصحف اهتمامها بالاستعدادات الأخيرة الجارية تمهيدا لسحب قرعة الأدوار النهائية لمونديال 2010 المقررة غدا الجمعة بكاب تاون بجنوب إفريقيا، وتحديد رؤوس المجموعات. على الصعيد الدولي، شكل منع بناء المآذن بالمساجد بسويسرا، واستراتيجية إدارة أوباما في أفغانستان، وتحضيرات مؤتمر كوبنهاجن للتغيرات المناخية، أهم المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف الوطنية.