جدد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد محمد الشيخ بيد الله، اليوم الإثنين بالعيون، تشبث الحزب بمشروع الحكم الذاتي للصحراء، مؤكدا أن هذا المشروع "سيمكننا من لقاء عائلاتنا وإخواننا المتواجدين بمخيمات تندوف ومن تدبير شؤون منطقتنا بأنفسنا في مغرب جديد تسود فيه الديمقراطية والمساواة والتضامن". وقال السيد بيد الله، في كلمة خلال يوم دراسي نظمه الحزب حول موضوع "الجهوية والحكم الذاتي : نماذج مقارنة"، إن مقترح الحكم الذاتي "سيضع حدا للنزاع بيننا وبين جيراننا في الجزائر، وسيمكننا من الذهاب جميعا لبناء اتحاد المغرب العربي والمشاركة في استتباب الأمن والسلام في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط". وأبرز أن تطبيق ورش الجهوية بالمملكة "سيشكل تحولا تاريخيا استراتيجيا"، داعيا النخبة المثقفة إلى "إعادة تقييم الأوضاع والتوضيح لإخواننا في مخيمات تندوف بأن الأمور قد تغيرت لكي ندبر شؤون منطقتنا بأنفسنا"، بدل التقوقع وراء فكرة تقرير المصير التي أكل عليها الدهر وشرب. وسلطت التدخلات خلال اللقاء الضوء على الجانب المتعلق بالمنظور المؤسساتي للجهوية وعلى الاختصاصات التنموية للجهة وعلاقاتها بغيرها من الوحدات الترابية، وعلى الحكم الذاتي من خلال قراءة في السياق والمضمون ودور النخب المحلية. وأبرزت هذه التدخلات أن إرساء ورش الجهوية على أسس ومرجعيات متينة من شأنه تحقيق إصلاح مؤسساتي عميق سينعكس بالضرورة على مستوى التمثيل السياسي والممارسة الديمقراطية وعلى الحياة الاقتصادية للجهات. وتمحورت أشغال هذا اللقاء، الذي شارك فيه باحثون وأساتذة جامعيون وفاعلون محليون، حول مواضيع همت على الخصوص "الجهوية من وجهة نظر مؤسساتية"، و"التنظيم الجهوي بالمغرب"، و"الجهوية الموسعة بين الخصوصيات المحلية والتجارب الدولية المقارنة"، و"البعد السوسيو ثقافي للجهوية"، و"رهانات الحكم الذاتي". ويأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي تتويجا لسلسلة من لقاءات نظمها حزب الأصالة والمعاصرة بعدد من جهات المملكة حول موضوع الجهوية في أبعادها المختلفة في محاولة لاستجلاء كنه الإشكاليات التي يطرحها هذا الموضوع.