سيمكن المعرض الفني الكبير "المغرب تحت الأضواء" ، الذي افتتح أول أمس الإثنين بمقر معهد العالم العربي بباريس ، الجمهور الباريسي من اكتشاف أعمال استثنائية أنجزت من قبل فنانين ورسامين تشكيليين ونحاتين ، أعجبوا كثيرا بالمغرب . ويعتبر هذا المعرض الاول من نوعه ، المنظم بدعم من سفارة المغرب بفرنسا وممثلية المكتب الوطني المغربي للسياحة بباريس والذي سيتواصل على مدى شهرين، ثمرة فنية لتأثير المغرب على خمسة عشرة فنانا فرنسيا (من بينهم الرسامة من أصل مغربي فاطمة بنت أوعكا) والمراسل والكاتب والمصور والناشر فيليب بولكين، منظم هذه التظاهرة. وكان الفنان سيرج بينا قد أنجز عملين خصصا للمملكة الأول حول موضوع "المغرب لوحات الضوء"(2007) والثاني تحت عنوان "فاس مدينة الضوء" (2008) والذي شكل مصدر الهام هذا المعرض . وقال السيد فليب بلوكين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب حفل الافتتاح الذي حضره سفير المغرب بباريس السيد مصطفى الساهل والمدير العام لمعهد العالم العربي السيد مختار طالب بندياب، إن المعرض كان سينحصر في البداية على أعمال سيرج بنيا، "لكننا قررنا في النهاية إشراك فنانين فرنسيين آخرين يتقاسمون معنا نفس الشغف ازاء المغرب". وقد تم بالإضافة الى لوحات ونظرة سيرج بينيا التعبيرية حيال المغرب، وفاس على الخصوص، تقديم أعمال فنية فريدة من نوعها لأول مرة للزائرين، منها منحوتات صنعت من الحديد والخشب، والسيراميك والمجوهرات المصقولة من الذهب والفضة. وتعرض في هذه التظاهرة 210 قطعة على مساحة تقدر ب700 متر مربع، وتمثل كافة جهات المملكة. وعزا فليب بلوكين سبب اختيار فاطمة بنت أوعكا ، باعتبارها الفنانة المغربية الوحيدة التي تشارك في المعرض، إلى كونها ترعرعت في فرنسا، "مما يسمح لها ببلورة رؤية عن بعد بخصوص المغرب الذي يبقى مصدر الهام لا ينضب ". وتعرف فاطمة أوعكا، التي أضحى اسمها معروفا اليوم في الوسط الفني الباريسي، بمسارها الفني المتميز. وحازت هذه الفنانة المغربية، التي تعد عضوا في جمعية "أوف أرت تو ذو يونسيكو"، على العديد من الجوائز منها الميدالية الفضية لمدينة باريس، والميدالية الذهبية لمدينة آرلي، وجائزة "بوسكو تاتسويا هيراتا" (اليابان) وجائزتين إيطاليتين هما "ليوناردو دا فينسي" و"مارتن لوتر كينغ". وقال السيد مصطفى الساهل في كلمة بالمناسبة إن هذا المعرض، المنظم تحت شعار الصداقة بين المغرب وفرنسا، مثال للعلاقة المتميزة بين الجاذبية لبلد ما، المغرب، والإبداع الفني". وأبرز أن "المغرب، الأرض الخصبة للإبداع، مارس دوما سحره على مختلف التعبيرات الفنية، بما في ذلك الرسم. فأضواؤه، وساكنته، وهندسته المعمارية، جذبت دوما أكبر الفنانين على غرار دولاكروا وديغاس وماتيس". وحسب الديبلوماسي المغربي فإن الأعمال التي أنجزت من هذا الولع، تعد تكريما للبلد الذي استلهمت منه. وسيمنح هذا المعرض أرضية متميزة لشعبي البلدين لتعزيز القيم المشتركة والحوار المتبادل من خلال الأعمال المعروضة، التي تطبعها الكرامة واحترام الثقافة والفن والجمال والأضواء المبهرة من المغرب.