دعا المشاركون في اللقاء الجهوي للمشاورات على صعيد جهة كلميم- السمارة حول مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، الذي اختتم أشغاله اليوم الخميس بكلميم، إلى اتخاذ شجرة الطلح رمزا للبيئة وحمايتها وجعلها محورا أساسيا في الحفاظ على التوازن البيئي بالمنطقة. وأوصوا خلال هذا اللقاء بالاهتمام بالواحات وتعزيز البرامج المندمجة لحمايتها من الاندثار، وترسيخ آليات البحث العلمي في مجال البيئة مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المنطقة، بالإضافة إلى المحافظة على الموروث الأركيولوجي ولاسيما النقوش الصخرية. وشددوا على إحداث "شرطة بيئية" للسهر على ضبط المخالفات البيئية مع تفعيل المقتضيات القانونية المرتبطة بالصحة بما في ذلك المتعلقة بالنفايات الطبية، داعين في الوقت ذاته إلى الحد من تأثير المبيدات الكيماوية والأسمدة الفلاحية على صحة الإنسان بعقلنة استعمالها وإخضاعها لضوابط صحية صارمة. كما دعوا إلى إحداث مرصد جهوي للبيئة والتنمية المستدامة والإسراع بإنجاز السدود بالنظر إلى أهميتها في توفير الماء الصالح للشرب وتطوير النشاط الفلاحي بالجهة وكذا الاستغلال الجيد لمؤهلاتها الطاقية لدعم البرامج الوطنية، بالإضافة إلى ترشيد وعقلنة استغلال الموارد البحرية ووضع وإنجاز برامج للحفاظ على الإبل كموروث ثقافي جهوي ومصدر اقتصادي هام. وأكد المشاركون على تأهيل محطة المعالجة لمدينة كلميم ووضع مخططات محلية للتطهير السائل بالعالم القروي وكذا إحداث محطات المعالجة الثلاثية للمياه العادمة بمختلف المراكز التابعة لأقاليم الجهة. كما حثوا على تعميم مضامين الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة على المواطنين ، والعمل على تفعيله في أقرب الآجال مع ضرورة التنصيص على إلزامية مضامينه، فضلا عن تحيين وتفعيل القوانين البيئية مع التعجيل باستصدار النصوص التطبيقية ذات الصلة، مؤكدين في هذا الصدد على إحداث خلية تضم رؤساء المصالح للسهر على تتبع تنفيذ مقتضيات الميثاق. ومن بين التوصيات التي أكد عليها المشاركون، توحيد الجهود وتوسيع الشراكة بين مختلف الفاعلين في المجال البيئي وإدماج البعد البيئي في البرامج التعليمية في مختلف مستوياتها ودعم النوادي البيئية على صعيد هذه المؤسسات. وفي كلمة بمناسبة هذه الجلسة الإختتامية، أكد والي جهة كلميم - السمارة عامل إقليمكلميم السيد أحمد حيمدي على نجاح هذه التظاهرة من خلال انخراط كافة الفعاليات المحلية بالجهة في هذا المسلسل التشاوري ومواكبتهم وتجاوبهم التام المبني على الثقة والمصداقية من أجل المصلحة العامة، مشيرا إلى ضرورة بذل الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة من الميثاق. ودعا إلى ضرورة الاهتمام بشجرة الطلح والنقوش الصخرية التي تزخر بها المنطقة وكذا تقوية المجتمع المدني في إطار المخططات الاستراتيجية التنموية التي يعمل المجلس الجهوي على وضعها. ويندرج هذا اللقاء الجهوي، الذي عرف حضور حوالي 500 مشاركا من مسؤولين وفاعلين وخبراء وممثلي السلطات المحلية والمجالس المنتخبة والجمعيات والمقاولات وفعاليات جامعية، في إطار المشاورات الجهوية حول مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، الذي يهدف إلى تعبئة كل الفاعلين في المجتمع المدني وإبداء رأيهم وتوصياتهم بخصوص هذا المشروع. وقد تميزت أشغال هذا اللقاء، التي امتدت على مدى يومين، بتنظيم أربع ورشات موضوعاتية قاربت مواضيع همت "الصحة والبيئة" و"الحفاظ المستدام على الأوساط الطبيعية" و"التنمية المستدامة في المغرب" و"دور الفاعلين المحلين في تقييم البيئة والحفاظ عليها".