احتضنت كلية الطب التابعة لجامعة ريكاردو بالما في ليما مؤخرا الدورة الثانية للندوات حول التعاون الطبي والعلمي بين المغرب والبيرو، تحت شعار "تقديم دليل التشخيص المبكر للسرطان لدى الطفل". وتندرج سلسلة الندوات هاته في إطار "الأيام الثقافية المغرب-البيرو. نظرات متقاطعة" التي نظمتها ما بين 6 و8 شتنبر الجاري سفارة المملكة في البيرو، بتعاون مع جامعة ريكاردو بالما. وأشاد عميد كلية الطب بجامعة ريكاردو بالما بهذه المناسبة بالتعاون "النموذجي" القائم بين السفارة المغربية ومختلف المؤسسات البيروفية العاملة في المجال الصحي، والرامي للنهوض بأنشطة التعاون والتحسيس حول قضايا علمية ذات أهمية كبرى بالنسبة للبيرو، بما فيها محاربة السرطان. كما أبرز العمل الذي أنجزه في هذا الاتجاه وبشكل تطوعي أستاذ طب الأطفال محمد الطاهر لحرش لتشجيع تنظيم حملات إخبارية لفائدة الساكنة البيروفية الأكثر هشاشة المصابة بالسرطان، سواء في ليما أو باقي مناطق البلاد. وأعلن ايضا عن قرار الكلية منحه صفة "أستاذ شرفي"، تقديرا لإسهاماته الشخصية في تعزيز روابط التعاون بين المغرب والبيرو. من جانبها، أكدت سفيرة المغرب في ليما السيدة أمامة عواد على دلالات وأبعاد هذه الأيام الثقافية، مذكرة بأن هذه التظاهرة تروم الانخراط في تفكير حول أوجه التقريب بين البلدين. وشددت على أن مثل هذه المبادرات تندرج في إطار العلاقات الممتازة التي تربط المغرب بالبيرو والتزام المملكة ببث دينامية حقيقية في التعاون الثنائي، خاصة عبر تبادل التجارب وتفعيل الآليات الملائمة لإحداث تقارب بين البلدين. وتابع الحضور إثر ذلك تدخلين لمتخصصين بيروفيين حول مختلف مظاهر محاربة السرطان في البيرو، والبرنامج الوطني البيروفي في هذا المجال، خاصة لدى الطفل، وكذا أعمال التعاون مع المغرب. من جانبه، قدم الأستاذ لحرش عرضا حول "البرنامج الوطني لمحاربة السرطان" والمخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان، عبر البرنامج الذي أطلقته جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان ودليل التشخيص المبكر للسرطان لدى الطفل الذي أصدرته جمعية "المستقبل". وقام الأستاذ لحرش بترجمة هذا الدليل إلى اللغة الإسبانية وصدر في أبريل 2010 تحت إشراف وبدعم من سفارة المغرب في ليما. كما أبرز مساهمة المغرب في برنامج التعاون العلمي الذي انطلق منذ 2009 بين الجمعيات البيروفية لطب الأطفال والأنكولوجيا الطبية وسفارة المغرب، والرامي لعرض وتقاسم التجربة المغربية في مجال الرصد المبكر لسرطان الأطفال. وجرت السلسلة الثانية لهذه الندوات خاصة بحضور العديد من المسؤولين والأساتذة الجامعيين، وممثلي وسائل الإعلام البيروفية، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في ليما، ومسؤولين من مختلف الجمعيات الناشطة في المجال السوسيوطبي، وممثلي المجتمع المدني بالبيرو، وطلبة كلية الطب بجامعة ريكاردو بالما.