قدم وزير الخارجية المصري محمد العرابي استقالته من منصبه، مساء أمس السبت، بعد أقل من شهر من تعيينه على رأس الدبلوماسية المصرية. وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، فإن العرابي (60 عاما) "قدم استقالته لرفع الحرج عن رئيس الوزراء خلال مشاوراته الجارية في الوقت الحالي، والمتعلقة بالتعديل الوزاري المنتظر الإعلان عنه بعد غد الإثنين". وكان تعيين العرابي، الذي شغل العديد من المناصب الدبلوماسية الهامة، من أبرزها تعيينه سفيرا للقاهرة في تل أبيب، قد خلف جدلا كبيرا في الأوساط الإعلامية والسياسية المصرية التي اعتبرته من رموز النظام السابق، مؤكدة وجود شخصيات بارزة تستحق تولي هذه الحقيبة في هذه الظرفية الحرجة التي تمر منها البلاد. وفي المقابل، هددت أطر وزارة الخارجية بعدم التعامل مع أية شخصية يتم اختيارها لتولي هذا المنصب من خارج الوزارة، معربة عن الأسف لتعامل وسائل الإعلام مع الدبلوماسيين المصريين داخل الوزارة ونعتهم بكونهم محسوبون على النظام السابق. وفي السياق ذاته، يواصل رئيس الوزراء عصام شرف مشاوراته لتشكيل فريق حكومي جديد حيث قام في هذا الصدد بتعيين الكاتب والخبير الاقتصادي حازم عبد العزيز الببلاوي والوزير السابق علي السلمي نائبين له مكلفين على التوالي بالإشراف على الملف الاقتصادي والمجموعة الاقتصادية داخل الحكومة والتنمية السياسية والتحول الديمقراطي. وأكد شرف أن هذين الاختيارين "يستهدفان التركيز على تلبية احتياجات الجماهير ودعم الاقتصاد الوطني من جهة، وإقامة نظام ديمقراطي سليم من جهة أخرى". وبخصوص التعديل الوزاري المرتقب، قال عصام شرف "إن فلسفة التغيير قائمة على أساس اختيار العناصر الكفؤة التي تعبر عن مطالب الجماهير والأكثر تفاعلا مع مطالبها، دون النظر للانتماءات السياسية للمرشحين، وذلك بهدف العمل المشترك من أجل تحقيق أهداف الثورة".