"وجوه" سلسلة وثائقية جديدة ترصد الحياة اليومية لمغاربة يمارسون مهنا مختلفة

تم مساء يوم الجمعة الماضي، بفضاء المكتبة الوطنية بالرباط ، تقديم العرض ما قبل الأول للسلسلة الوثائقية "وجوه"، وهوعمل جديد للمخرج حكيم بلعباس يرصد فيه الحياة اليومية لمغاربة يمارسون مهنا مختلفة.
وتهدف هذه السلسلة الوثائقية التي أنتجتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إلى رصد طريقة عيش عدد من الأشخاص البسطاء المنتمين إلى عوالم الفن والحرف التقليدية والرسم والموسيقى، وإبراز مدى تشبثهم بعملهم وطريقة عيشهم بكثير من الشجاعة والصبر رغم التهميش والمعاناة وإكراهات الحياة.
ويتوخى مخرج هذا العمل، المكون من ستة عشر حلقة صورت بعدد من المدن المغربية، فسح المجال لوجوه السلسلة للتعبير عن همومها بكل تلقائية عبر أداء فني يلتقط مشاهد من الواقع تعتمد على قوة الصورة وصدق المشاعر.
وجمع المخرج في السلسلة شخصيات تعرف عليها الجمهور من خلال أعمالها الفنية كما هو الشأن بالنسبة لخالد البوعزاوي عازف الكمان ضمن المجموعة الموسيقية الشعبية " اولاد البوعزاوي"، وعازف العود مولود المسكوي، وشخصيات أخرى تنتمي إلى فئة الحرفيين والصناع التقليديين والفنانين.
وأكد السيد حمادي كيروم الناقد السينمائي، في كلمة له قبل عرض السلسلة، أن سلسلة "وجوه" تعد بمثابة توثيق للحياة اليومية لشخصيات تعمل في الظل التقط فيها المخرج جملة من تفاصل حياتهم اليومية التي مزجت بين بساطة الأشياء والكلام والصمت، معتبرا أن السلسلة تعد تكريما لهؤلاء الأشخاص المهمشين الذين يعيلون أنفسهم بأنفسهم.
وأضاف، أن الجميل في هذا العمل هو "روعة الحقيقة ، فمع كاميرا بلعباس تصبح الحقيقة هي روعة الجميل لأنه يعكس من خلال أعماله صدق الإنسان وعلاقته مع الحياة" ، مبرزا أن هذه السلسلة ستعرف الجمهور أكثر بالتحديات التي يواجهها أشخاص يزاولون مهنا مختلفة وتعطي القيمة لهذه المهن والحرف ذات المردود الضعيف.
من جانبه، قال حكيم بلعباس في كلمة بالمناسبة، أن فكرة إنتاج السلسلة انطلقت بعد إخراجه للشريط الوثائقي "حرفة بوك حيث غلبوك"، الذي شارك به في مهرجان دبي السينمائي العالمي، والذي يرصد واقع ونمط عيش فئة من المغاربة البسطاء بمسقط رأسه أبي الجعد.
يذكر أن المخرج حكيم بلعباس من مواليد سنة 1961 درس السينما بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على الماستر في الفنون الجميلة والسينما بشيكاغو، بدأ مسيرته الفنية بإخراج عدد من البرامج الوثائقية مثل "عش في الحر" و" هذه الأيادي" و"أشلاء"، وفيلمين مطولين هما "خيط الروح" و"علاش البحر" من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.