أكد إعلاميون عرب، أن (شاهد العيان) "اضطلع بدور بارز في نقل صورة ما جرى ويجري في الشارع العربي من ثورات على شاشات الفضائيات الإخبارية العربية". وأشاروا في معرض مداخلاتهم خلال الجلسة الرابعة من الملتقى الإعلامي العربي التي نظمت مساء أمس الأحد بالعاصمة الكويتية وسلطت الضوء على موضوع " اتجاهات التغطية الإعلامية للثورات العربية"، أن شاهد العيان " أضحى طرفاً لا محيد عنه في تغطية الفضائيات للتحولات التي تشهدها الساحة العربية باختلاف أزمنتها وموطنها "، مشيرين إلى أنه بات " نموذجا يصلح لكل الفضائيات، لا يعيبه نقص الكفاءة ولا عدم إجادة اللغة الرصينة ولا يربكه البث المباشر، همه الوحيد نقل أخبار عاجلة وتفاصيل خفية حتى صار وجها مألوفا تتلهف غرف الأخبار لالتقاط مراسلاته". وأشاروا إلى أن هذا "اللاعب الجديد" في نقل صور ووقائع ما يجري في ميدان "الثورات العربية"، "حل محل المراسل الميداني والموفد الصحفي والمندوب الإعلامي، بسبب صعوبة تواجد المحطات الإخبارية والقنوات الفضائية في قلب الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية". وعلى صعيد متصل، اعتبر عبد الوهاب بدر خان الكاتب الصحفي اللبناني، أن الفضائيات العربية " احتلت الحيز الأهم لدى المتلقى والمشاهد الباحث عن المعلومة لكنها كانت وما تزال موضع جدال لدى الرأي العام بسبب اختلاف طرق تقديمها للخبر، الذي غلبت عليه في أحايين كثيرة، صورة السياسي أكثر من المهني". وأكد في هذا السياق، أن "اتجاهين إثنين برزا خلال تغطية حراك الشارع العربي، إعلام رسمي يحاول تضليل الرأي العام حول حقيقة ما جرى بعد تصاعد الأحداث ونقل صور مغلوطة لا تلبي احتياجاته في شيء، وإعلام واقعي يتابع ما يحدث عن كثب، بكيفية مهنية قل نظيرها". أما الكاتب الصحفي المصري سليمان جودة، فأكد أن "الإعلام المرئي كان أكثر نشاطا وأكثر نفاذا نحو المتلقي لكنه كان يخلط الخبر بالرأي والتعليق بالحقيقة، ولم يكتف بالمعلومة الصحيحة بل غلب الرأي على التغطية المجردة الخالية من التضليل". وأشار جودة إلى أن تغطية "حراك الثورات العربية" كان "اعتباطيا وفوضويا في الآن نفسه، لأنه شابته نقائص كثيرة تمثلت في عدم مصارحة المشاهد العربي بحقيقة ما يجري، وتغليطه حول صحة أحداث بعينها وتمويهه بوقائع لم تحدث أصلا". ومن جهته، رأى أكرم خزام الإعلامي السوري في قناة (الحرة)، أن الفضائيات العربية "ارتكبت أخطاء فظيعة في نقل صورة ما حدث ويحدث"، مضيفا "نحن أمام منزلقات خطيرة بعيدة كل البعد عن المهنية، حيث التعابير التي استخدمت في التغطيات الصحفية شوشت على فكر المشاهد وضللته" وأكد خزام ، في إشارة إلى قناة (الجزيرة) القطرية، إلى أن "بعض الفضائيات العربية لم تغلب الوازع السياسي على المهني في معالجتها للأوضاع الراهنة في البلدان العربية فحسب، وإنما تعمدت عن قصد الإحجام عن الحديث عن وقائع طارئة في بلد بعينه، في مقابل بث تغطيات مطولة لأحداث شهدتها بلدان مجاورة وبخطاب تحريضي بعيدا كل البعد عن شروط الموضوعية". ومن جانبه، سجل أستاذ الإعلام في جامعة الكويت، خالد القحص، أن "الخبر أصبح يصنع في غرف الأخبار ويجري تصريفه حسب منطق النفع والمصلحة"، معتبرا أن "العمل الإعلامي إنتاج قائم الذات، ولا يمكن بتاتا توقع خسارته لأن الفضائيات الإخبارية تخدم أجندتها وفقا لخطها التحريري وحساباتها السياسية الذاتية". أما الصحفي المغربي توفيق بوعشرين رئيس تحرير جريدة (أخبار اليوم المغربية)، فأكد أن الانتقاد الذي وجه للفضائيات العربية مؤخرا نظير تغطياتها لما يجري في بعض الدول العربية من تحولات سياسية واجتماعية، يفيد بأن "الإعلام العربي نفسه لم يتعود على تغطية مثل هذا الحراك في السابق، لذلك كان طبيعيا أن يحصل هناك ارتباك وأخطاء مهنية فظيعة في تناول ما يحدث". وأشار بوعشرين إلى أن "الإعلامي العربي تعاطف في تغطيته تلقائيا مع ما يشهده الشارع العربي من حراك على كافة الأصعدة، وبالتالي تحول إلى (محارب) ميداني رغم أن هناك ضوابط مهنية يستوجب اتباعها في التغطيات الصحفية ذات الصلة". وسجل أن "الفوضى الإعلامية أصبحت هي القاعدة، وأضحى من الطبيعي أن تكون هناك انحيازات في تغطية الأخبار ونقل صور لا تمت للواقع في شيء". ويبحث هذا اللقاء، على مدى ثلاثة أيام، عدة قضايا تتعلق بالإعلام وحوار الحضارات، والتنمية والاستثمار في الإعلام والثقافة المعلوماتية، واتجاهات التغطية الإعلامية للثورات العربية، والإعلام والمتغيرات العربية. كما يناقش مواضيع أخرى تتعلق ب"الإعلام الرياضي .. الواقع والطموح"، و"الإعلام الغربي وتغطية الأحداث العربية"، و"ثورة الإعلام وإعلام الثورات"، بالإضافة إلى موضوعي "تحديات صناعة البرامج التلفزيونية" و"الإعلام الإلكتروني .. قوة التأثير والتغيير". ويشارك في هذا المنتدى العربي، الذي يعقد تحت شعار "الإعلام وقضايا المجتمع"، أزيد 500 شخصية إعلامية عربية، من بينها وزراء إعلام، ورؤساء تحرير صحف ومجلات ومسؤولو محطات فضائية، وإعلاميون وكتاب صحفيون ومفكرون وأكاديميون، إضافة إلى عدد من طلبة كليات الإعلام في الجامعات العربية. ويمثل المغرب في هذا الحدث وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري.