قال رئيس اللقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان السيد إدريس اليزمي، إن هذه اللقاءات، من خلال برمجة صيغتها الثانية، أكثر تجدرا في واقع حقوق الإنسان على مستوى إفريقيا والعالم العربي وأكثر انفتاحا على شمال المتوسط. وأوضح السيد اليزمي في تقديم الكتيب التعريفي للدورة الثانية، إن هذه اللقاءات التي ينظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان في الفترة ما بين 6 و9 أبريل الجاري بالرباط، لم تسع في دورتها الأولى أو الحالية إلى أن يقتصر دورها على تقديم أفلام تتحدث عن حقوق الإنسان أو تتخذها موضوعا لها، بل ترمي إلى تعميق النقاش حول مسألة محددة، لكنها ذات امتدادات متشعبة وتكاد تكون لا متناهية، ألا وهي محاولة ملامسة التساؤل حول كيف يمكن للسينما أن تكون رافعة أساسية لتملك ثقافة حقوق الإنسان. وأوضح أن التملك يعني مقاربة لا تظل حبيسة مستويات المعاينة، التنديد، أو كشف الانتهاكات بل ترقى الى مستوى أعمق مرتكز على التحسيس وتغيير الأفكار والتمثلات التي تفرز سلوكات تتبنى حقوق الإنسان فكرا وممارسة. وهذه اللقاءات، يبرز السيد اليزمي، منخرطة، بالضرورة، في الاستدامة وترمي الإسهام، من موقعها، وبما أتيح لها من إمكانيات الفعل وتنشيط النقاش، في النهوض على المدى البعيد بسلوك إنساني محترم لحقوق الإنسان. ويتمثل الهدف من وراء تنظيم اللقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان -حسب المنظمين- في القيام بسفر سينمائي عبر المحطات الثقافية المتوسطية بحثا عن الانتاجات التي تعالج اشكاليات حقوق الانسان في المنطقة وكذا في مناطق أخرى من أقطار المعمور. وهكذا ستكون السينما بهذه المناسبة محركا للنقاش حول واقع حقوق الإنسان. كما سيكون الفيلم جسرا للتواصل بين الفاعلين الحقوقيين والسينمائيين وأصحاب القرار والجامعيين حول حقائق إنسانية تعيشها المنطقة المتوسطية. وأضاف المنظمون في تقديم اللقاءات الثانية، أنها تسعى لتمثل قيمة مضافة تروم إثراء الديناميات المحلية بخصوص السينما وحقوق الإنسان من جهة، وفي بعث نفس جديد في حركية المهرجانات السينمائية الوطنية. ويتضمن برنامج التظاهرة، التي ستعرف مشاركة عدد من الفاعلين السينمائيين والحقوقيين والباحثين والخبراء الوطنيين والدوليين، عرض تشكيلة متنوعة من 15 فيلما، ما بين الروائي والوثائقي، تتناول قضايا مرتبطة بحقوق الإنسان، وتنظيم العديد من اللقاءات مع مخرجي بعض الأفلام المعروضة خلال هذه الدورة. كما سيتم تنظيم مجموعة من الندوات الفكرية لتدارس عدد من المواضيع تهم "الديموقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي" و"حقوق الإنسان في السينما المغربية" و"الاختفاء القسري في المنطقة المتوسطية" و"السينما والتاريخ" و"ظاهرة الاتجار في البشر في المنطقة المتوسطية" و"وتمدرس الفتاة في المجال القروي". وتفتتح الدورة الثانية للقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان بالفيلم التشادي "رجل يصرخ" للمخرج محمد صالح هارون. ويحكي الفيلم الذي تجري أحداثه بنجامينا قصة "آدم" في الستين من عمره وبطل سابق في السباحة ويعمل معلما لنفس الرياضة بفندق فخم، وخلال عملية بيع الفندق لمستثمرين صينيين كان لزاما على آدم أن يترك مكانه لابنه "أبديل" وهو ما أحزنه كثيرا إذ اعتبره نوعا من التدهور في وضعه الاجتماعي. تعيش البلاد على وقع الحرب الأهلية ويهدد الثوار استمرار الحكومة المركزية، هذه الأخيرة ترد على التهديد بدعوة السكان إلى دعم "المجهود الحربي" بالمال والبنين، وهكذا يجد آدم نفسه تحت وطأة وضغوطات رئيس الحي ليساهم في الحرب على الثوار لكنه لا يملك ثروة إلا إبنه.