المتوسط المتخصص في تكوين العاملين والتقنيين والأطر التي ستشتغل في الوحدة الصناعية الجاري تشييدها من طرف تحالف رونو-نسيان. وتطلب إنشاء هذا المعهد ، الأول من بين أربع معاهد من الجيل الجديد بالمغرب ، استثمارا بقيمة 86 مليون درهم بتمويل من الدولة المغربية ودعم من الوكالة الفرنسية للتنمية، في إطار الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي (إيميرجونس). ويهدف المعهد إلى تقديم التكوين من أجل التوظيف والتكوين المتواصل للعاملين المستقبليين بمصنع رونو- نيسان، وأيضا تكوين الموارد البشرية بشركات المناولة وشركات صناعة تجهيزات السيارات، التي من المنتظر أن تستقر إلى جانب هذا المصنع الضخم. ويمتد المعهد الذي سيعهد بإدارته إلى مجموعة رونو في إطار اتفاقية بين القطاعين العام والخاص، على مساحة إجمالية تناهز 5600 متر مربع، ومن المنتظر أن يضم 22 مدرسة، وثماني ورشات للتكوين في مجال الصيانة ومقرات للتكوين الموازي والإدارة، وينتظر أن يستقبل 250 متدربا ابتداء من شهر أبريل المقبل. وأكد وزير التشغيل والتكوين المهني جمال أغماني في كلمة خلال حفل افتتاح المعهد، على أن المغرب "انخرط في برنامج طموح للتكوين" في قطاع صناعة السيارات بهدف تمكين مقاولات القطاع من الموارد البشرية ذات الكفاءات الضرورية لتطور هذه المقاولات والاستجابة إلى توقعات الحاجة من الموارد البشرية المقدرة في حوالي 70 ألف شخص خلال الفترة الممتدة من 2009 و2015 في مهن صناعة السيارات. وأبرز السيد أغماني ، في هذا الصدد ، أن المخطط الاستعجالي في مجال التكوين المهني (2008 - 2010) أولى اهتماما خاصا لصناعة السيارات وأعاد هيكلة العرض التكويني الحالي للتأقلم مع الحاجة من الكفاءات في المجال عبر دعم الخبرات الدولية ووضع منظومة للدعم في مجال التكوين الأولي والمساهمة في مجال التكوين المستمر يصل إلى 66 ألف درهم لكل أجير. كما سجل الوزير أن ثلاثة معاهد مماثلة سترى النور بشكل تدريجي خلال السنة الجارية بكل من الدارالبيضاء والمنطقة الحرة للتصدير بطنجة والقنيطرة بغلاف إجمالي يصل إلى 318 مليون درهم. من جهته، شدد وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة أحمد رضا الشامي على الثقة التي تضعها المؤسسات العمومية والمستثمرين الخواص في مستقبل قطاع صناعة السيارات بالمغرب، مشيرا إلى الطابع المهيكل لمشروع إنجاز الأرضية الصناعية لرونو على اقتصاد جهة طنجة-تطوان. وأضاف السيد الشامي أن افتتاح معهد التكوين في مهن صناعة السيارات طنجة-المتوسط يشكل الركيزة الأولى للشروع في استغلال هذه الأرضية خلال بضعة أشهر المقبلة، مضيفا أن مصنع ملوسة سيكون من بين أكثر الوحدات الصناعية المندمجة في محيطها الاقتصادي والأكثر تطورا على المستوى التكنولوجي من بين مصانع مجموعة رونو. بدوره، اعتبر المدير العام المنتدب المكلف بالعمليات لمجموعة 'رونو' باتريك بيليطا أن افتتاح هذا المعهد يشكل مرحلة مهمة لضمان نجاح مشروع مصنع رونو طنجة، مشيدا بجهود المغرب في مجال التكوين المهني المتخصص في هذا القطاع. وأبرز أن مصنع 'رونو' بطنجة سيحدث ستة آلاف منصب شغل مباشر وأزيد من 30 ألف منصب شغل غير مباشر، مؤكدا على أن الجدولة الزمنية لإنجاز هذا المشروع ستحترم وأن الإنتاج سينطلق كما هو متوقع في الفصل الأول من سنة 2012. وأشار إلى أنه تم توظيف لحد الساعة حوالي 700 شخص، أساسا من المهندسين والأطر العليا التي ستشرف على انطلاق المصنع، مشيرا إلى أن هذه الوحدة الصناعية ستعرف استعمال تكنولوجيات جديدة في مجال الإنتاج. وافتتح المعهد بحضور وزير التجارة الخارجية عبد اللطيف معزوز، ووالي ولاية طنجة- تطوان محمد حصاد، وعامل إقليمالفحص أنجرة محمد بنريباك، وعمدة مدينة طنجة فؤاد العماري، ورئيس مصنع رونو طنجة-المتوسط جاك شوفي، وعدد من المسؤولين بالوكالة الخاصة طنجة-المتوسط والمنتخبين. ويتطلب تشييد مصنع 'رونو' الذي سيقام على مساحة إجمالية قدرها 300 هكتار بالجماعة القروية ملوسة، استثمارا بقيمة 600 مليون أورو بقدرة إنتاج سنوية تقارب تجميع 400 ألف سيارة. ودخلت أشغال البناء الحيز النهائي مع الشروع في وضع تجهيزات الإنتاج الصناعي. ومن المنتظر أن ينطلق استغلال الخط الأول لتركيب السيارات، بقدرة 30 سيارة في الساعة، بداية سنة 2012، مع برمجة انطلاق تركيب الخط الثاني خلال سنة 2013.