في غمرة احتفال المجتمع الدولي ، اليوم الثلاثاء، باليوم العالمي للمرأة ( 8 مارس )، احتضنت مدينة شفشاون منذ يومين المنتدى الثاني ل" المرأة في العمل" الذي شكل مناسبة عرضت فيها حوالي 20 امرأة مغربية وإسبانية ( مقاولات ومنتخبات ، ومناضلات في حقوق الإنسان، وفاعلات جمعويات..) تجاربهن المختلفلة في كل من المغرب وإسبانيا. ويأتي انعقاد هذا اللقاء ، الذي نظمته مؤسسة " المعهد الدولي للمسرح المتوسطي" ، و" المنتدى العالمي للنساء " في المغرب ، في الوقت الذي تعكف فيه نساء العالم بأسره على تقييم حصيلة راهنهن. وأبرزت السيدة ماريسا ميركادو ، المديرة التقنية لفدرالية جمعيات الدفاع والنهوض بحقوق الإنسان بإسبانيا ، أن المساواة بين النساء والرجال حق أساسي وقيمة مشتركة وشرط ضروري لتحقيق أهداف النمو والشغل والانسجام الاجتماعي. وأضافت أنه ليس خفيا وجود تفاوتات بين الجنسين، ولاسيما التمييز القائم في مجال الشغل ، على اعتبار أن معدل الشغل عند النساء أقل منه عند الرجال في أوروبا بصفة عامة وفي إسبانيا على الخصوص ، ناهيك عن أن المرأة تتقاضى عن كل ساعة عمل أقل من الرجل بمعدل 8ر17 في المائة . وأوضحت الناشطة الحقوقية أن النساء ما زلن يمثلن نسبة قليلة في مراكز القرار الاقتصادي والسياسي ، على الرغم من ارتفاع نسبة مشاركتهن خلال العشر سنوات الأخيرة ، في حين أن توزيع المسؤولية الأسرية تظل غير متكافئة بين الرجال والنساء ، مشيرة إلى أن خطر الفقر يهدد النساء أكثر من الرجال ، وأنهن يشكلن الضحايا الأساسيين للعنف الجنسي ، فضلا عن وقوع النساء والفتيات فريسة لنشاط الاتجار بالبشر. كما ذكرت هذه المناضلة الحقوقية بأشكال التمييز الأخرى التي تعاني منها النساء بصفة عامة ، ولا سيما منها، ظاهرة الأنثى الجينية ( 8 آلاف حالة يتم تسجيلها سنويا في العالم) ، والعدد المتزايد للمصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة ( السيدا) في صفوف النساء والفتيات والذي وصل إلى أكثر من 15 مليون حالة إصابة. وأجمعت المشاركات في هذا المنتدى ، ومن بينهن ، السيدة أمينة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ،على أن لائحة اللامساواة طويلة ، بل وطويلة جدا . ومن هذا المنطلق أكدت السيدة بوعياش ، في مداخلة همت مسألة النوع وحقوق الإنسان ، على ضرورة مشاركة المرأة في تدبير الشأن العمومي ، مشيرة إلى أن من أولويات أهداف الألفية من أجل التنمية احترام تكافئ الفرص ومحاربة التمييز بين الجنسين. وأكد هذا الجمع من المناضلات أنه على الرغم من إحراز تقدم كبير، لاسيما في المغرب وإسبانيا،فإنه يتعين القيام بالكثير. وفي هذا السياق، أشارت السيدة عواطف دروس وهي مستشارة بالجماعة القروية أيت بويحي/الحجام قرب تفيلالت إلى التقدم الذي تم تحقيقه، خاصة بفضل انتخاب ثلاثة آلاف و424 امرأة خلال الانتخابات الجماعية لسنة 2009 ، مقابل 127 فقط سنة 2003 ، وإحداث لجنة تكافؤ الفرص وصندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء. وبالرغم من هذه الجهود، تضيف المستشارة الجماعية، فإن النساء المنتخبات يوجدن خارج نطاق اتخاذ القرار داخل المجالس الجماعية ويواجهن صعوبة في تقلد مناصب المسؤولية. وبالنسبة لأسماء الشعبي، وهي أول امرأة تصبح عمدة بالمغرب (الصويرة) فإن المرأة المغربية تندمج بشكل سلس في مسلسل التنمية، مبرزة أن حماية المرأة تعني أيضا حماية الرجل والأطفال. وإذا كان منتدى شفشاون قد مكن هؤلاء المناضلات من إعادة تأطير النقاش حول دور المرأة وفق الإنجازات التي تم تحقيقها في ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط، فقد شكل أيضا مناسبة لتدخل فاعلات جمعويات كنجاة البوكاري أنوار رئيسة جمعية "ما تقيش ولدي"، التي أثارت الانتباه إلى مصير النساء القرويات والمهمشات والأميات اللواتي ينبغي أن يستفدن من حقهن في الحرية وفي حياة كريمة بهدف الاندماج بشكل أفضل في المجتمع. ومن جانبها، تطرقت زوبيدة شاروف أستاذة بكلية العلوم بالرباط، رئيسة جمعية ابن البيطار لزيت الأركان إلى المشاريع المدرة للدخل لفائدة النساء القرويات مثل مشروع الأركان، مبرزة في هذا السياق، أن مختلف مراحل إنتاج الأركان توفر أزيد من 20 مليون يوم عمل من بينها 5ر7 مليون يوم عمل للنساء اللواتي يستخرجن زيت الأركان، مما يتيح فرصة الاندماج السوسيو- اقتصادي لهؤلاء النساء من خلال تحسين ظروف عيشهن. ويهدف منتدى النساء بشفشاون إلى تبادل الأفكار بين هؤلاء المناضلات بضفتي المتوسط، واللواتي بالرغم من كونهن من مشارب مختلفة سواء مقاولات وسياسيات أومنتخبات أو فاعلات جمعويات إلا أن هدفهن الوحيد يتمثل في إثارة النقاش حول تحسين وضع المرأة للوصول إلى مستوى أفضل.