أجمع محاضرون مساء أمس الأربعاء بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية على أن المعطيات الجغرافية والفنية لتيوفيل جان دولاي، سجل مشترك بين المغرب وفرنسا. وقارب المحاضرون في هذا اللقاء، الذي نظم في إطار معرض لهذا الجغرافي والفنان الفرنسي تحت عنوان "نظرات متقاطعة حول الجغرافي والفنان"، مسار جان دولاي في بحثه الطويل عن المناظر الطبيعية واكتشاف آفاق جديدة، وطريقته في فهم وسبر أسرار الواقع الذي عاشه في المغرب. يذكر أن الفنان تيوفيل جون دولاي (1973/1896) وهو في الأصل باحث جغرافي، قد أقام في المغرب في الفترة من 1924 إلى 1960، وهي الفترة التي أنجز خلالها مختلف أعماله الفنية، والتي يتواصل عرض عدد منها بفضاء المكتبة الوطنية للمملكة المغربية إلى غاية 31 من مارس الجاري. ووقف المشاركون في هذا اللقاء عند كتاب " تيوفيل جون دولاي : إيلوستراتور دو ماروك 1925 -1960 " (رسام المغرب) وهو عمل جماعي صدر عن منشورات (لاكروازي دو شومان)، مشيرين إلى أن المؤلف استطاع من خلال الرسومات التي تضمنها أن يبرز نظرة جان دولاي المصور وعينه كرسام، وأن " نظرة كل واحد منهما مختلفة عن نظرة الآخر". ولاحظوا أن قليلين من يعرف عمل جان تيوفيل دولاي، الذي تزين رسوماته عددا من الكتب التي صدرت عن منشورات (أرتود) في الفترة الممتدة ما بين الحربين، ومن أشهرها كتاب "المدن المغربية العريقة" لهنري طيراس، مبرزين أن هذه الأعمال وشمت بقوة ذاكرة كل الذين تصفحوها خاصة وأنها تصور مشاهد من المعيش اليومي المغربي ومناظر تبرز الطبيعة المغربية الخلابة. كما سجلوا أن بصمة هذا الجغرافي والفنان تتجلى في طريقة رسمه المعروفة ب(الغواش)، التي تعتمد الاستعمال المكثف للألوان المائية، مما يعطي أعماله قدرة هائلة على استحضار أمكنة ساحرة وجذابة من المغرب، البلد الذي فهمه وأحبه بعمق. ساهم في هذا اللقاء كل من أوريليا دوسير أستاذة التاريخ المعاصر بجامعة لروفانس وكلود لوفيبور إتنولوجي ومتخصص في الدراسات الأمازيغية بالمركز الوطني للبحث العلمي وعزوز تنيفاس أستاذ تاريخ الفن ومحمد الناصري أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس بالرباط.