يعتبر اليوم العالمي للجمارك (26 يناير) فرصة للمنظمة العالمية للجمارك لإبراز جهودها وخدماتها على المستوى الدولي وتوحيد الأنظمة والإجراءات الجمركية، فضلا عن تعزيز الكفاءة والفاعلية عبر ضمان التكوين وإعادة التأهيل لمواكبة التطور الحاصل في مجال العلوم بغية تحديث الإدارة الجمركية. وتحتفي المنظمة العالمية للجمارك، التي تأسست سنة 1952 ببروكسيل تحت إسم "مجلس التعاون الجمركي" قبل أن تتبنى سنة 1994 اسمها الحالي، باليوم العالمي للجمارك لهذه السنة، تحت شعار "المعرفة حافز للتفوق الجمركي" بهدف تكريس المعرفة والتعلم وتطوير الإدارة والتدريب المهني. واعتبرت المنظمة في رسالة لأمينها العام كونيو ميكوريا، نشرتها بالمناسبة، أن المعرفة ستوفر للإدارات الجمركية فرصة سانحة لدراسة السياسات الإدارية وتعزيز مبادراتها في تقوية الخبرة والكفاءات في خلق وتقاسم المعرفة وتشجيع الأبحاث. كما أشارت المنظمة التي تضم في عضويتها 177 إدارة جمركية من مختلف أنحاء العالم، من بينها المغرب، إلى أن المعرفة تظل في عالمنا المتطور موردا حاسما، وتضع ثقافة العمل المرتكز على الحرفية والمعرفة كحجر أساس للإدارات الجمركية الحديثة، مبرزة أن التعزيز المستمر للخبرة والكفاءات يظل أساسيا للحفاظ على الكفاءة والفعالية ومواجهة التحديات التي يواجهها القطاع. وقد سبق للأمين العام للمنظمة أن أكد، في 3 دجنبر الماضي، أن سنة 2011 ستكون بامتياز سنة الانكباب على العلوم والدور الرائد الذي تضطلع به في تطوير نجاعة وقدرات الإدارات الجمركية في العالم وذلك تخليدا للدورة الافتتاحية لمجلس التعاون الجمركي الذي انعقد في 26 يناير 1953. وقال بأن جميع الإدارات الجمركية، العضو في المنظمة العالمية للجمارك وشركائها مدعوون إلى الإبانة عن التجديد والابتكار والعمل على تشجيع البحث العلمي طيلة سنة 2011. وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة العالمية للجمارك كانت قد ركزت خلال مؤتمر بيكارد حول الشراكة في البحث الأكاديمي الجمركي والتنمية الذي نظمته في أكتوبر 2010 بأبو ظبي (الإمارات)، على ضرورة تشجيع المؤسسات الأكاديمية والإدارات الجمركية على زيادة تعاونها في مجال التعليم والبحث الجمركي بهدف الارتقاء بالوضع الأكاديمي لمهنة الجمارك، ودعم المبادرات المتعلقة بالتعاون من خلال تشجيع تطوير منتجات تعليمية ونشاطات بحثية جمركية خاصة، بما فيها تحديد فرص تمويل الأبحاث. وتعمل منظمة الجمارك العالمية في هذا الإطار ضمن برنامج الشراكة في البحث الأكاديمي الجمركي والتنمية، الذي تم إطلاقه سنة 2006 لتوفير إطار عمل للتعاون بين الجمارك والعالم الأكاديمي. وفي هذا الصدد ، أحدثت المؤسسات الأكاديمية الشبكة الدولية للجامعات الجمركية التي تولد عنها نشرة (جريدة الجمارك العلمية).( وضمن إطار التظاهرات والملتقيات، التي تصب في خانة تبادل العلوم والمعارف والخبرات، ستشارك المنظمة العالمية للجمارك خلال سنة 2011 في العديد من اللقاءات، مثل المؤتمر العالمي السادس لمكافحة التقليد والقرصنة، المزمع عقده في باريس يومي 2 و3 فبراير المقبل والذي سيبرز بالخصوص أهمية تكريس احترام الملكية الفكرية إلى جانب التوعية والتثقيف ومساعدة البلدان الأقل نموا على احترام حقوق الملكية الفكرية. - المغرب واليوم العالمي للجمارك - من جهته، ينخرط المغرب في احتفاليات المنظمة العالمية للجمارك، على غرار باقي الدول الأعضاء، حيث اختارت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة تخليد هذا اليوم تحت شعار '' تشجيع المعرفة والتعلم ، وتطوير التأطير والتكوين المهني كأسس لجمارك حديثة وبسيطة وفعالة ''. كما تعتزم الإدارة الاحتفاء بهذا اليوم حول موضوع ''المعرفة حافز للعمل الجمركي المتميّز '' عبر مباشرة حوار بين أطرها للتفكير في السبل الملائمة لتطوير المعارف ، وتبادل التجارب ونقل المعرفة بين الأجيال ، وكذا تحسين الكفاءات وتعزيز قدرات الإدارة. ويشار إلى أن إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة اهتمت، منذ تأسيس مركز تكوين الجمارك سنة 1975 ، بتعزيز قدرات العنصر البشري وإعداده لرفع تحديات التقدم التكنولوجي من خلال ضمان تكوين مهني متنوع ومنفتح على العلوم والمستجدات العلمية، يساير التقدم التكنولوجي ويواكب العصرنة والتحديث في مجال المهن الجمركية. ويعد مركز التكوين الجمركي مركزا إقليميا يواكب ديناميات التغيير وتأهيل الإدارات الجمركية في المنطقة. واعترافا بالمستوى العالي والمتميز لأطر الجمارك المغربية سواء من حيث الكفاءة أو إمكانية التأهيل المتطورة، وكذا اعترافا وتقديرا للمكانة التي يحظى بها على مستوى المنظمة ولدى أعضائها ، انتخب المغرب للمرة الثالثة على التوالي نائبا لرئيس المنظمة العالمية للجمارك وممثلا إقليميا لجمارك بلدان منطقة شمال إفريقيا والشرق الأدنى والأوسط في يونيو الماضي ببروكسيل، خلال الدورة ال63 للجنة السياسية العامة للمنظمة وأشغال الدورتين 115 و116 لمجلس هذه المنظمة. وبهذه المناسبة ، سيتم خلال اليوم العالمي للجمارك، الذي سيشهد سلسلة من الأنشطة على مدى أسبوع، تكريم رجال الجمارك المتقاعدين وتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع '' تدبير المعارف '' . ويذكر أن المغرب احتضن نهاية أبريل 2010 اجتماعا للمدراء العامين للجمارك المغاربية تم خلاله بحث إمكانية تحيين مشروع اتفاقية إنشاء مجلس التعاون الجمركي المغاربي وإعداد تصنيفة جمركية مغاربية لتبنيد البضائع بالإضافة إلى التعاون في مجال محاربة الغش والتهريب ، والتعاون في مجال التكوين الجمركي.