أكد السيد عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، أن تخليد الكتلة الديمقراطية للذكرى ال 67 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، يعد وفاء لأروح الشهداء والموقعين على هذه العريضة البالغ عددهم 67 شخصا. وقال السيد عباس الفاسي، في تصريح صحفي بمناسبة المهرجان الخطابي الذي نظمته أحزاب الكتلة الديمقراطية (الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية) اليوم الخميس بالرباط، "إننا نحتفل بهذه الذكرى من أجل الوفاء للمبادئ التي شخصها الموقعون على وثيقة المطالبة بالاستقلال، ولكفاحهم وشجاعتهم ودفاعهم عن كرامة الشعب المغربي ووحدة الترابية". وأكد السيد الفاسي أن وثيقة المطالبة بالاستقلال التي جاءت بعد كفاح ونضال طويل وكانت تهدف إلى تعبئة الشعب المغربي من أجل المطالبة بالاستقلال في نطاق وحدته الترابية وإقامة ملكية دستورية بعد الاستقلال، "نجحت في تحقيق هدفيها فنال المغرب استقلاله وتحققت الوحدة الترابية للمملكة بعد المسيرة الخضراء". و أضاف أن عريضة المطالبة بالاستقلال التي قدمها 67 شخصا من ضمنهم امرأة واحدة كانوا يمثلون الأغلبية الساحقة من أقاليم المملكة، "جاءت لتبرهن أن المغاربة موحدون نحو هدف وحيد هو الاستقلال"، مشيرا إلى أن "الموقعين قرروا، بعد الاستقلال، اختيار الملكية الدستورية ودخول برنامج بناء المغرب من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية". وفي معرض حديثه عن تأسيس الكتلة الديمقراطية سنة 1992 ، قال الأمين العام لحزب الاستقلال إن ذلك الحدث كان "تاريخيا وهاما"، الهدف منه، على الخصوص، البناء والإصلاح والديمقراطية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وضمان نزاهة الانتخابات. وقال السيد عباس الفاسي، في هذا الصدد، إن الكتلة الديمقراطية لعبت دورا مع جلالة المغفور له الحسن الثاني، وتضطلع حاليا بدور مهم مع جلالة الملك محمد السادس وظلت في الحكومة منذ سنة 1998 وإلى اليوم إما مشاركة فيها، أو تقودها، مبرزا أن "حصيلتها على الصعيد المؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى الميدانين الثقافي والديبلوماسي تعتبر حصيلة إيجابية". وشدد على ضرورة استمرار الكتلة الديمقراطية وعدم توجيهها ضد أي أحد، مؤكدا كذلك ضرورة التحضير لإصلاحات مؤسساتية وإصلاحات تستهدف تحقيق التتمية الاقتصادية والاجتماعية، والكفاح من أجل استقلال القضاء ومحاربة آفة الرشوة. وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، قال السيد عباس الفاسي إن معاكسة الجزائر هي التي تعيق الملف، داعيا، في هذا الصدد، إلى التحلي بالتفاؤل وروح النضال وتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز العدالة الاجتماعية، ومحاربة محاولات تيئيس الشعب المغربي "لأنه شعب مؤمن وقوي ويؤمن بالحرية".