افتتحت مساء اليوم الجمعة بمدينة أكادير أشغال الدورة العادية الحادية عشرة للمجلس العلمي الأعلى التي تنعقد بأمر من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس على مدى يومين . وأكد الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى السيد محمد يسف خلال الجلسة الافتتاحية ،أن هذه الدورة تكتسي أهمية من حيث الزمان كونها جاءت بعد اكتمال خريطة المجالس العلمية المحلية إثر تمديد شبكتها التي تعززت بدخول ثلاثة عشر مجلسا جديدا توجت البنيان المؤسسي العلمي الذي مافتئ يتطور بوتيرة ملحوظة منذ سنة 2004 . وأبرز السيد يسف ،أن هذا التطور يعكس حاجة الأمة الى العلماء داخل المجتمع ويضمن إيصال الخطاب الاسلامي الصحيح الى كافة أرجاء المملكة مع تقوية قدرتها البشرية والعلمية بأعضاء جدد مهنئا في هذا الاطار رؤساء المجالس العلمية الجديدة بالثقة المولوية التي وضعها فيهم أمير المؤمنين، إذ قلدهم أمانة حراسة دين الأمة وثوابتها ومقدساتها في محيطهم من تحريف الغالين و تأويل الجاهلين. و قال إن إمارة المؤمنين المنوط بها أمر حماية الملة والدين قد أدت الأمانة وصانت الميثاق عندما أحيث مشيخة العلماء الكبرى بإحداث المجلس العلمي الأعلى برئاسة أمير المؤمنين وجعلت تحث نظره مشيخات صغرى ممثلة في مجالس علمية محلية بكل عمالة وإقليم ،موضحا في هذا السياق أن ،العلماء بحكم هذا التكليف هم نواب عن إمارة المؤمنين في صيانة الهوية الدينية للأمة والمسؤولون مسؤولية مباشرة عن كل تقصير أو تفريط من شأنه الإخلال بالأمن الروحي الذي هو ركيزة أساسية من ركائز الأمن العام. وأضاف الكاتب العام للمجلس أن اختيار عقد هذه الدورة بمدينة أكادير عاصمة سوس العالمة هو استحضار لما تمثله هذه الحاضرة من معقل علمي طبع تاريخ المغرب برجالات عظام أمثال المختار السوسي الذي يشهد بعطاء الثقافة الأمازيغية وبحقول المعرفة الاسلامية والتراث المغربي بوجه عام . وبدوره، أبرز وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية السيد أحمد التوفيق دور إمارة المؤمنين كمؤسسة شرعية جامعة بين أمور الدين والدنيا وقائمة على البيعة باعتبارها تعاقدا سياسيا وشرعيا بين الحاكم والمحكوم . وأوضح الوزير ،أن الشروط التي تنعقد عليها البيعة هي ما يصطلح عليه عند الفقهاء بالكليات الشرعية أو القضايا الجوهرية الكبرى المطلوب من العلماء تناولها في دروسهم وأحاديثهم لتنوير وتأطير عامة المسلمين. واعتبر السيد أحمد التوفيق ،أن المرحلة القادمة تعد مرحلة برمجة تتوقف على فتح أوراش عديدة محلية وجهوية تدخل العلماء الى معركة المجتمع الذي يحتاج الى خدمتهم، مشيرا في هذا الصدد الى ضرورة تنظيم ندوات لتبيين العلاقة بين الدين والدنيا حماية للأنفس والأعراف. ويعكف المجلس خلال هذه الدورة ،على دراسة عدة قضايا تهم ، مشروع برنامج عمل المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية برسم سنة 2011 والمصادقة على مشروع ميزانية المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية برسم سنة 2011 ووضع وثيقة في كيفية تربية الأجيال على قيم الوحدة في أفق التدبير الجهوي بالاضافة الى قضايا أخرى تتولى النظر فيها لجن مختلفة". وبعد الجلسة الإفتتاحية، واصل المجلس أشغاله في جلسات مغلقة .