افتتحت اليوم الثلاثاء بمراكش أشغال اجتماع مجلس اتحاد مجالس البحث العلمي العربية في دورته العادية الثالثة والثلاثين. وسينكب المشاركون في هذه الدورة، التي ينظمها على مدى يومين بالمدينة الحمراء اتحاد مجالس البحث العلمي العربية ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بتعاون مع جامعة القاضي عياض، على اختيار أعضاء مكتب الرئاسة ومقرر الدورة وإقرار جدول أعمال هذا الاجتماع. كما ستتم مناقشة تقرير الأمين العام وخطة الاتحاد العلمية للأعوام 2011-2013، إلى جانب محاور أخرى تهم الدوريات العلمية العربية للاتحاد وروابط مراكز الأبحاث المتخصصة في الوطن العربي ومنهاج أنشطة الاتحاد لسنة 2011 وميزانية الاتحاد لعام 2011 وتحديد موعد ومكان اجتماعات مجلس الاتحاد في دورته العادية ال`34. وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أكد السيد عبد الحفيظ الدباغ، الكاتب العام لقطاع التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، أن الاهتمام بالبحث العلمي والتطور التكنولوجي يشكل واحدا من الأركان الأساسية التي يجب أن يرتكز عليها التعاون العربي، ويشكل في الوقت ذاته رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالوطن العربي. وأضاف السيد الدباغ، في هذه الكلمة التي ألقاها نيابة عنه رئيس جامعة القاضي عياض السيد محمد مرزاق، أن المهمة المنوطة باتحاد مجالس البحث العربية كبيرة ونبيلة، وأنه بفضل تضافر جهود أعضائه أصبح الاتحاد منظمة دولية قوية بمنظومات علمية عربية مندمجة كل الاندماج في صيرورة التنمية وتزخر بموارد بشرية من مستوى عالي لها مكانتها في الإنتاج العلمي العالمي وفي المجموعة العلمية الدولية. ودعا، في هذا السياق، إلى تكثيف الجهود لتتوفر للوطن العربي مؤسسات تعليم ومراكز بحث من مستوى عال من شأنها أن تنتج مواطنا ق`ادرا على تسخير معارفه وقدراته ومؤهلاته ومهاراته من أجل مساهمة فعلية وفعالة في تقدم الأمة العربية. وأكد أنه لا مناص لهذه الأمة من أن تكتل وتضاعف الجهود علميا وتكنولوجيا لتواجه التحديات والرهانات التي تفرضها العولمة والتجمعات الإقليمية والعالمية والتغيرات البيئية، فضلا على أن البلدان العربية توجد جغرافيا في منطقة تعاني من التصحر وندرة المياه، مبرزا، في هذا الصدد، أن التعاون بين أقطار العالم العربي في مجالات البحث العلمي والتطور التكنولوجي ضرورة حتمية تفرضها وحدة مصيرها الاقتصادي والاجتماعي. وأشار السيد الدباغ إلى أن المغرب ووعيا منه بأهمية التعاون العربي العربي، بادر إلى إحداث برامج ثنائية للبحث العلمي منذ ما يزيد عن عشرة سنوات بدءا بإنشاء أول برنامج من هذا النوع مع الجمهورية التونسية، حيث أن انطلاقة هذا البرنامج بدأت بتمويل 10 مشاريع مشتركة سنويا حيث وصلت اليوم إلى ما يفوق 70 مشروعا مشتركا ممولا سنويا من الطرفين، موضحا أنه تم إحداث برنامج مماثل مع مصر منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، كما يتم إحداث نفس البرنامج مع ليبيا. وأعرب السيد الدباغ عن أمله في أن تكلل أشغال هذا الاجتماع بالنجاح، وأن تسفر عن وضع خطة متناسقة و ممهدة لاستراتيجية عربية شاملة، أساسها التسلح بالمعرفة والبحث العلمي المتطور في شتى مجالاته، قصد تسخيره في تحقيق الرفاهية والرقي والتقدم بالوطن العربي. من جانبه، اعتبر أمين عام اتحاد مجالس البحث العلمي العربي الدكتور مبارك محمد مجدوب (السودان) أن النجاح الذي أحرزته الروابط العلمية المتخصصة التي أنشأها الاتحاد كآلية في تنفيذ استراتيجيته، بلغ عددها 12 بين الفاعلة وأخرى لا تزال قيد الإنشاء. وأبرز أنه بفضل وجود الاتحاد الفاعل في الجامعة العربية أصبح الاتحاد واسطة عند منظمات الجامعة العربية التي تعنى بالبحث العلمي حيث كلفته الأمانة العامة بجامعة الدول العربية بإدارة التعليم والبحث العلمي، موضحا أن الاتحاد يتوفر على علاقات متميزة بالمؤسسات البحثية خارج الوطن العربي. أما السيدة فائقة سعيد الصالح مستشارة الامين العام لجامعة الدول العربية فأكدت، من جهتها، على ضرورة التركيز على موضوع استراتيجية البحث العلمي التي سيتم تقديمها للقمة العربية سنة 2011، مبرزة اهتمام جامعة الدول العربية في وضع استراتيجية للبحث العلمي إيمانا منها بأن التقدم والرقي بالعالم العربي ينبع من البحث العلمي. و أشادت السيدة فائقة، في هذا السياق، بالدور الكبير والمتميز الذي يلعبه اتحاد مجالس البحث العلمي والمنظمات العربية العاملة في هذا المجال في إعداد هذه الاستراتيجية. ويعد اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، الذي تم إنشائه بالرباط سنة 1976 والذي يوجد مقره بالخرطوم (السودان) ويضم 22 دولة عربية، إحدى المؤسسات الدولية والإقليمية المعنية بالعلوم والتقنية التي تعمل بالتنسيق مع جامعة الدول العربية بهدف إنجاز مشاريع عربية مشتركة في مجال البحوث وإصدار مجلات علمية وتبادل خبرات. ومن أهداف الاتحاد توثيق التعاون والتنسيق بين مجالس وأكاديميات وهيئات ومؤسسات البحث العلمي والتقني في الأقطار العربية، وتوجيه العناية بالبحوث العلمية في كافة الميادين وخاصة ما يرتبط بخطط التنمية العربية، والتعاون مع الجهات الأخرى لجعل اللغة العربية لغة البحث العلمي والتقني ودفع حركة التعريب وتوحيد المصطلحات العلمية الى جانب العمل على استكمال أجهزة تنظيم البحث العلمي في سائر الأقطار العربية، وعلى دعم الأجهزة القائمة وتمكينها من النهوض بوظائفها الأساسية في خدمة الإنماء والتكامل الاقتصادي والاجتماعي العربي.