تم اليوم الأربعاء تدشين المحافظة الأولى بالموقع الصخري "لومات العصلي بوكرش" (حوالي 11 كلم غرب مدينة السمارة)، وذلك في إطار برنامج الورشة الدولية الأولى حول النقوش الصخرية التي تحتضنها المدينة على مدى ثلاثة أيام. وتضم هذه المحافظة، التي تم إنجازها على مساحة ألفي متر مربع، منها 300 متر مربع مغطاة، بكلفة مالية بقيمة 660 ألف درهم ممولة بشراكة بين وزارة الثقافة وعمالة إقليمالسمارة وجماعة امكالة القروية، سكنا وظيفيا لحارس الموقع الصخري وقاعة للعرض. ويندرج إحداث هذه المحافظة، التي أشرف على تدشينها الكاتب العام لوزارة الثقافة السيد أحمد اكويطع رفقة عامل إقليمالسمارة السيد محمد سالم الصبتي وعدد من المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، في إطار المقاربة الجديدة التي اعتمدتها الوزارة خلال السنتين الأخيرتين بهدف تثمين التراث الثقافي الوطني وإدماجه في مسلسل التنمية المستدامة. وأبرز مدير مديرية التراث بوزارة الثقافة السيد عبد الله صالح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المحافظة، وهي الأولى من نوعها، ستكون بمثابة نقطة مراقبة وحراسة للموقع الصخري "لومات العصلي بوكرش"، مشيرا إلى أنه سيتم إنجاز محافظة ثانية بموقع مجاور، وذلك في إطار شراكة بين وزارة الثقافة وعمالة إقليمالسمارة وجماعة سيدي أحمد العروسي. وستتواصل يوم غد الخميس أشغال هذه الورشة الدولية، التي تنظمها وزارة الثقافة بتعاون مع كل من "مؤسسة الفن الصخري الإفريقي" (كينيا)، وعمالة إقليمالسمارة وجمعيات المجتمع المدني بجهة كلميم-السمارة، التي تعنى بحماية التراث الصخري، بتنظيم زيارة للموقع الصخري "العصلي بوكرش"، وأمسية فنية بالموقع الصخري "لومات العصلي بوكرش". وستتوج هذه الورشة، التي يشارك فيها نخبة من الباحثين والمتخصصين في النقوش الصخرية من أمريكا وأوروبا وإفريقيا والعالم العربي، بإصدار توصيات لحث المجتمع الدولي على حماية هذا المكون الثقافي الهام في الحضارة الإنسانية وتحسيس المنظمات والجمعيات الوطنية والدولية المتخصصة بتنسيق الجهود من أجل المحافظة على التراث الصخري، باعتباره تراثا إنسانيا عالميا يتميز بالغنى وكذا بالهشاشة، وهي المفارقة، يضيف المصدر، التي تجعل منه إرثا معرضا لعوامل عدة بفعل المناخ والزمن والإنسان.