انطلقت اليوم الاثنين بالعيون أشغال ورشة تدريبية حول تقنيات ومناهج التربية على حقوق الإنسان لفائدة الأطر الإدارية والتربوية للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء. وتندرج هذه الورشة التي تنظمها، على مدى ثلاثة أيام، منظمة العفو الدولية (فرع المغرب) بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، في إطار برنامج "حقوق تعلم تحرك" لتربية الأجيال الجديدة على قيم حقوق الإنسان، وهو برنامج طويل الأمد مدته تسع سنوات ويروم إدماج حقوق الإنسان وقيمها في جميع مستويات التعليم الابتدائي والثانوي والعالي والمهني مع تعزيز هذا العمل والاضطلاع به في القطاعين العام والخاص.
وأبرز المدير العام لمنظمة العفو الدولية (فرع المغرب) السيد محمد السكتاوي، في تصريح له بالمناسبة، أن هذه الورشة التي سيستفيد منها الأطر التربوية المنشطة لأندية حقوق الإنسان في الثانويات والمدارس التابعة لجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، تتوخى تدريب وتأهيل هذه الأطر على تنشيط أندية حقوق الإنسان وتبادل التجارب في ما بينها والاستماع إليها والعمل على بناء خطة للتربية على حقوق الإنسان طويلة الأمد في برامج هذه الأندية وصولا إلى إنشاء مدارس صديقة لحقوق الإنسان.
وأوضح أن هذه المدارس الصديقة لا تكتفي بالتربية الناشئة على هذه القيم وإنما تطمح في أن تكون فعالة ومؤثرة في محيطها المجتمعي، مشيرا إلى اختيار المغرب من بين الدول ال 16 التي يعنيها هذا المشروع الطموح الذي أعلنته منظمة العفو الدولية على المستوى الدولي وذلك تقديرا لجهوده في مجال احترام حقوق الإنسان.
وأشار إلى أن هذه الورشة التي تتزامن مع احتفالات العالم بالذكرى ال61 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تروم تحديد كيفية تنمية روح المواطنة المسؤولة وبناء مجتمع على قيم التسامح واللاعنف واحترام الآخر، مبرزا أن هذه الورشة تعد ثمرة اتفاقية تربط منظمة العفو الدولية (فرع المغرب) مع وزارة التربية الوطنية والموجهة إلى الأطر التربوية والإدارية بأكاديميات المملكة.
وتسعى منظمة العفو الدولية (فرع المغرب)، حسب بلاغ لها، إلى أن يكون برنامجها للتربية على حقوق الإنسان مجالا لتدريب المشاركين على استخدام منهجية تعلم ابتكارية ومتنوعة وتشجيع العمليات الديمقراطية داخل الوسط المدرسي وإنشاء شبكة للتربية على حقوق الإنسان لتقوية التواصل بين المربين وتبادل التجارب والتشاور لابتداع أساليب تدريس تحقق مزيدا من الفعالية والمشاركة والمتعة.
ويشجع هذا البرنامج على العمل المشترك بين الهيأة التعليمية والمجتمع المدني قصد المساهمة في فتح أوراش حقوقية في الثانويات والمدارس وإنشاء وتنشيط نوادي حقوق الإنسان وجعل المدرسة فضاء للاحترام وتمكين الناشئة من المهارات الأساسية مثل التفكير الانتقائي والاعتراف بحقوق الآخرين وحمايتها واحترام واجبات المواطنة.
وفي هذا السياق، تدعو المنظمة السلطات التربوية إلى بناء منهج تعليمي يرتكز على قيم حقوق الإنسان ووضع مواد ومنهجية للتعلم والتعليم تتسم بالابتكار وتعالج القضايا الاجتماعية والثقافية من زوايا مختلفة من قبيل الهوية والتقاليد والنوع الاجتماعي والمواطنة.
ويتضمن برنامج هذه الورشة مناقشة مواضيع تهم على الخصوص "استكشاف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية حقوق الطفل" و"التقنيات المستعملة في التربية على حقوق الإنسان" و"التخطيط لأنشطة التربية على حقوق الإنسان وتفعيل أندية حقوق الإنسان".
يشار إلى أن منظمة العفو الدولية (فرع المغرب)، سبق لها أن نظمت سلسلة من الورشات التدريبية بتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، استفاد منها أزيد من 200 مكون ومكونة من مراكز تكوين المعلمين والمعلمات والمراكز التربوية الجهوية والمدارس العليا للأساتذة والأطر الإدارية، بالإضافة إلى مئات آخرين من هيأة التدريس والإدارة التربوية العاملين في الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين وعدد من أطر منظمات المجتمع المدني.