قالت صحيفة "ذي ناشيونال" الإماراتية إن التجربة المغربية في مجال تقليص معدلات الفقر خلال السنوات العشر الأخيرة "رائدة ويمكن الاحتذاء بها بين سائر البلدان العربية". وأوضحت اليومية الإماراتية، في مقال يرصد الإنجازات الاقتصادية التي حققتها المملكة تحت عنوان "نجاح النموذج الاقتصادي المغربي" نشرته في عددها الصادر أمس، أن نسبة الفقر في المغرب تراجعت بشكل كبير خلال العشر سنوات الأخيرة . ورأت الصحيفة أن هذا النجاح المتميز لبلد يفوق عدد سكانه 30 مليون نسمة، "ويفتقر إلى موارد طبيعية هامة، تحقق بفضل عدة عوامل أساسية أبرزها بطء النمو الديمغرافي، وإطلاق مشاريع مكثفة للبنيات التحتية، وإقرار نظام ضريبي ناجع، والاستغلال الاستراتيجي لعائدات الخوصصة، وتبني سياسة فعالة في ما يخص السلفات الصغرى والمتوسطة، ودعم مبادرات المجتمع المدني ذات الصلة". ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن الدولة المغربية رصدت استثمارات كبرى في ما يخص التجهيزات الأساسية بالمناطق القروية، تهم تعميم برامج التزود بالماء الشروب والتيار الكهربائي وشق الطرق. وأضافت "ذي ناشيونال" أن "جولة سريعة عبر التراب المغربي تساعدك على ملامسة التغيير الذي طرأ على مختلف جوانب الحياة اليومية للساكنة، خصوصا ساكنة العالم القروي الذين باتوا يتوفرون على ضروريات العيش الأساسية". وأبرزت، في هذا الصدد، أن مشاريع شق الطرق في العالم القروي سهلت على ساكنة المناطق المعزولة التنقل والولوج إلى المراكز الصحية والحضرية للتطبيب وقضاء أغراضهم وكذا تسويق منتوجاتهم الفلاحية في الأسواق المحلية . واعتبرت اليومية الإماراتية أن إطلاق مشاريع مهمة تشمل تطوير البنيات التحتية العمومية "لم يكن ليتحقق في غياب موارد مالية قارة"، مذكرة بهذا الخصوص بإلاصلاحات التي قامت بها المملكة على صعيد نظامها الضريبي والتي مكنت من ترشيد الإعفاءات الضريبية وتعزيز العدالة الجبائية. وفضلا عن ذلك، تضيف الصحيفة، قامت السلطات المغربية بإحداث صندوق خاص لتمويل الاستثمارات العمومية الكبرى، يتم توفير ميزانيته من نصف عائدات الخوصصة، مشيرة إلى أن سياسة منح القروض والسلفات الصغرى لفائدة الجمعيات والمقاولين الشباب، والتي تعتبر آلية ناجعة مكنت من الحد من نسب البطالة وتحريك عجلة التنمية في الأوساط المعوزة، "جعلت المملكة تحتل الريادة على صعيد البلدان العربية في هذا المجال، بالنظر إلى النجاحات التي حققتها في ما يخص تقليص معدلات الفقر". وبخصوص الجالية المغربية المقيمة في الخارج، قالت الصحيفة إن "هذه الشريحة من المجتمع المغربي تضطلع بدور مهم وأساسي في مسلسل التنمية بالوطن الأم، بالنظر إلى حجم تحويلاتها المالية المهمة ومساهمتها في الأوراش التنموية المفتوحة على أكثر من صعيد في البلاد".