0 شهد فضاء برج "الدموع" المطل على أمواج الأطلسي بسلا ، ليلة أمس الجمعة، عرض ملحمة فنية من أساطير القراصنة تتحدث عن "عائشة البحرية" وحكاية خروجها من البحر للعبث بالقبور وبعث الروح في الموتى من أجل خدمتها وحراستها. يبدأ المشهد، المستوحى من أساطير القراصنة والذي يندرج في إطار عرض "قراصنة 2010"، بحكاية خيالية جسد فيها حوالي 40 شابا وشابة دور الأموات الذين ينهضون من قبورهم بلباس أبيض بعدما رسمت لهم "عائشة البحرية" طقوسها التي تحييها احتفالا بنهوضها وخروجها من البحر ليلة واحدة في كل سنة. وقد اعتمد مخرج هذا العرض الفرنسي لوران غاشي في هذا المشهد على رسم لوحة تعبيرية مليئة بالدلالات تتحدث عن عالم "عائشة البحرية" الخيالي الذي تؤثثه طقوس الاحتفالية الخاصة بنهوضها من قبرها القابع وسط عوالم البحار ، فهي تخضع الأموات لطقوسها التي تتمثل في النار والشموع والقرابين. وقد وظف لوران غاشي، الذي أطلق فكرة مشروع "قراصنة" 2006 و2008 ، في هذا المشهد موسيقى "كناوة" واستحضر عالم "الجدبة" و"الحضرة" الذي أثث عالم "عائشة البحرية " وطقوسها الخيالية . ويمثل عرض "الرقص مع المجانين" ، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 27 يوليوز الجاري، مدرسة للتواصل والحوار وتأصيل ممارسة فنية جديدة في المدينة بمشاركة السكان ولفائدتهم. ويطمح المنظمون من خلال هذه التظاهرة إلى استكشاف الفضاءات الرمزية بمدينة سلا، ونسج علاقة بين التاريخ والذاكرة والتراث والإبداع المعاصر، والمساهمة في رسم أسلوب فني قائم الذات.