(من مبعوث الوكالة سعيد الرفاعي) أكد الأستاذ عبد الهادي التازي عضو أكاديمية المملكة المغربية أن القطب الصوفي الإمام الشيخ أبا الحسن الشاذلي حاضر بقوة في التاريخ الديبلوماسي للمغرب. وأوضح الأستاذ التازي، في مداخلة له خلال الجلسة الافتتاحية لندوة "الإمام الشيخ أبو الحسن الشاذلي" التي انعقدت على مدى يومين (15 و16 ماي الجاري) بشفشاون، أن الرحالة ابن بطوطة تحدث في مصنفه "تحفة النظار في غرائب الأمصار" عن "حزب البحر" الذي وضعه الإمام الشاذلي مما يدل على إسهام المغرب في الجهاد البحري. وأضاف الأستاذ التازي، الذي ألف موسوعة "التاريخ الديبلوماسي للمغرب: من أقدم العصور إلى اليوم"، أن مؤلف ابن بطوطة ترجم إلى أكثر من خمسين لغة عالمية مما جعل إسم أبي الحسن الشاذلي "غير نكرة"، فحث المخزن المغربي حينئذ في رسائله الدولية قادة البحر على أن يرددوا هذا الحزب في سفنهم. وأشار إلى أن المستشرق بورغهارت، المتخصص في الجزيرة العربية، تحدث عن ضريح لولي كبير هو أبو الحسن الشاذلي وليد شفشاون كما أن البحار ابن ماجد الذي تعتز به بلدان الخليج العربية باعتباره "فارس البحار" دعا في كتبه إلى إثراء "حزب البحر". وأكد المؤرخ والديبلوماسي أن في أحزاب الشاذلي، الذي يرد ذكره في "أونسيكلوبيديا الإسلام"، معان صوفية لفتت الأنظار من قبيل سؤال الله تعالى "علما نافعا"، وتسليم النفس للحضرة الإلهية عند ركوب البحر. وفي الختام، شدد الأستاذ عبد الهادي التازي على أهمية تنظيم ندوة "الإمام الشيخ أبو الحسن الشاذلي" باعتبار أن احتفاء الأمة بعلمائها ليس احتفالا بالماضي فحسب ولكن احتفال بالحاضر والمستقبل أيضا.