أدان العاملون في موقع إسلام أون لاين، في اليوم العاشر من اعتصامهم، قرار إقالة الشيخ يوسف القرضاوي من رئاسة "جمعية البلاغ" القطرية المسؤولة عن هذا الموقع الإلكتروني، وأعلنوا في المقابل إطلاق مبادرة عالمية لإنشاء موقع جديد يحمل فكر الوسطية والاعتدال. وأكد هؤلاء، في بيان، أن "قرار حل مجلس إدارة جمعية البلاغ وتكوين مجلس مؤقت غالبيته من العناصر المعارضة للقرضاوي، هي نفسها التي وقفت وراء الأزمة الحالية للموقع، يعد علامة جلية على أن وزارة الشؤون الاجتماعية القطرية انحازت بشكل كامل للفريق المعارض لخط القرضاوي الوسطي والمعتدل". وتساءل البيان عما "إذا كان قرار الإقالة يحظى بدعم جهات أعلى في الدولة القطرية؟". وينفذ نحو 310 من الصحافيين والعاملين في موقع "إسلام أون لاين" هذا الاعتصام إثر خلافات حادة بين المكتب الرئيسي للموقع في مصر ومالكيه في قطر بات معها مئات الموظفين مهددين بفقدان عملهم. ويطالب هؤلاء بتعويضات مناسبة تتضمن تعويض شهر عن كل سنة عمل إلى جانب دفع رواتب ستة أشهر من قيمة العقد الموقع بين العاملين والإدارة للعمل، خلال العام 2010. ويعمل بمركز القاهرة نحو 400 شخص في مختلف بلدان العالم العربي وأوروبا وأمريكا. وكانت المشكلة بدأت مع تغيرات في مجلس إدارة الجمعية ووصلت إلى ذروتها، أخيرا، عندما قامت الحكومة القطرية بتغيير مجلس إدارة جمعية البلاغ وإعفاء القرضاوي من رئاسة مجلس إدارتها، ما يعني انتصار الجانب المتشدد والمحافظ في الجمعية وهزيمة ما يمثله الموقع من وسطية كما يرى العاملون فيه. وقال محرر يعمل في الموقع منذ تسع سنوات إن "قطر لم تعد تريد أن يكون الموقع تحت سيطرة مصرية". وأكد البيان أن "العاملين البالغ عددهم 340 صحافيا قرروا استمرار اعتصامهم الذي دخل يومه العاشر، وذلك حتى حصولهم على كافة مستحقاتهم المادية والمعنوية، مؤكدين كذلك عزمهم على حماية رسالتهم ومشروعهم الفكري الذي بذلوا الكثير كي تكون الثمرة مؤسسة بحجم موقع إسلام أون لاين". واعتبروا أن "ما حدث سواء تسريح العاملين أو إقالة القرضاوي يعد استهدافا للرسالة التي عبر عنها إسلام أون لاين طوال عشر سنوات والمتمثلة في الترويج لقيم الاعتدال والوسطية والابتعاد عن التحيزات القطرية والطائفية الضيقة والتأكيد على شمولية الإسلام وتفاعله مع شتى مناحي الحياة". من جهة أخرى، أكد الصحافيون أنهم "بدأوا بالفعل في الخطوات التنفيذية لإطلاق مبادرة جديدة لإنشاء موقع عالمي يكون مفتوحا للاكتتاب أمام جميع من يتبنون ويدعمون تلك الأفكار والقيم مسلمين كانوا أم غير مسلمين، وذلك لإنشاء مشروع إعلامي بديل". وطالبوا "الرموز والمرجعيات الإسلامية في العالم وعلى رأسهم العلامة القرضاوي وشيخ الأزهر أحمد الطيب بدعم وتبني هذا المشروع". وأوضح رئيس تحرير القسم العربي في موقع إسلام أون لاين المشارك في الاعتصام هشام جعفر أن "المشروع الجديد هو عبارة عن شركة مساهمة أسهمها متاحة لكل من يرغب في دعم الفكرة وسوف يساهم العاملون في المشروع عبر تبرعهم بجزء من مستحقاتهم لدى جمعية البلاغ والتي لم يحصلوا عليها، حتى الآن، للحفاظ على النهج الوسطي نفسه للإسلام". يشار إلى أن قناة دريم التلفزيونية الفضائية طالبت في أحد برامجها شيخ الأزهر بتبني تحويل العاملين في هذا الموقع إلى موقع يطلق عليه أزهر أون لاين ويستفيد فيه من الكوادر الإعلامية التي تربت في إسلام أون لاين، وذلك لتحسين صورة الأزهر وتقديم صورة عن الإسلام المعتدل.